للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

{رَبَّنَا}: منادى مضاف، وجملة النداء في محل النصب مقول {يَقُولُونَ}، وكرره للتأكيد، {إِنَّكَ}: ناصب، واسمه، {رَءُوفٌ}: خبره، {رَحِيمٌ}: خبر ثان له، وجملة {إن} وفي محل النصب مقول لـ {يَقُولُونَ} على كونها تعليلية للدعاء المذكور قبلها.

التصريف ومفردات اللغة

{سَبَّحَ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ} والتسبيح: تبعيد الله عن السوء، وتنزيهه عما لا يليق بشأن ألوهيته، قولًا وفعلًا وقلبًا كما مر. {هُوَ الَّذِي أَخْرَجَ الَّذِينَ كَفَرُوا}: هم بنو النضير، بزنة: أمير، قبيلة عظيمة من اليهود كبني قريظة. {لِأَوَّلِ الْحَشْرِ} والحشر: إخراج جمع من مكان إلى آخر، أي: في أول حشرهم؛ أي: جمعهم وإخراجهم من جزيرة العرب ونفيهم إلى بلاد الشام. وآخر حشرهم إجلاء عمر إياهم من خيبر إلى الشام. {مِنْ دِيَارِهِمْ}: جمع دار، وهو: المكان الذي حوط ودور به للنزول فيه وإن لم يكن مسقفًا بخلاف البيت، وهو اسم لمبنى مسقف مدخله من جانب واحد للبيتوتة فيه، كما مرّ في مبحث التفسير بيان الفرق بينهما {حُصُونُهُمْ}: جمع حصن، وهو القصر الشاهق والقلعة المشيدة. وفي "الروح": الحصون: جمع حصن - بكسر فسكون - وهو كل موضع حصين لا يوصل إلى جوفه، والقلعة: الحصين الممتنع على الجبل. فالأول أعم من الثاني. ويقال: تحصن، إذا اتخذ الحصين مسكنًا، ثم تجوز به فقيل: درع حصينة؛ لكونها حصنًا للبدن، وفرس حصان؛ لكونه حصنًا لراكبه. {مَانِعَتُهُمْ حُصُونُهُمْ مِنَ اللَّهِ}؛ أي: من بأسه وعقابه. {فَأَتَاهُمُ اللَّهُ}؛ أي: جاءهم عذابه وبأسه. {مِنْ حَيْثُ لَمْ يَحْتَسِبُوا}؛ أي: من حيث لم يخطر لهم ببال؛ أي: من الجهة التي لم تخطر ببالهم، فالجهة هي المؤمنون، كانوا لا يخطر ببالهم أن الذل يأتيهم من جهة المؤمنين الضعفاء بالنسبة إليهم في ذلك الوقت. اهـ. "شيخنا".

{وَقَذَفَ فِي قُلُوبِهِمُ الرُّعْبَ}؛ أي: أنزله فيها إنزالًا شديدًا، كأنه قد قذف الحجارة فيها. اهـ. "خطيب". وقَذْفُ الشيء: رميه بقوة. والمراد هنا: إثباته وركزه في قلوبهم، كما في "الكشاف"، ومنه قالوا في صفة الأسد: مقذف، لما أن قذف باللحم قذفًا، لاكتنازه وتداخل أجزائه. والرعب: الخوف الذي يملأ الصدور،