فقوله: لا هنَّاك؛ أي: لا هناك، فأبدل الشاعران الهمزة في البيتين ألفًا. ومن ذلك قراءة نافع وأبي عمرو البصري {منساته} بألف لينة. وعلى هذا فليس في {سَائِلٌ} إعلال.
والوجه الثاني: أن الألف فيه مبدلة من واو كالألف في {خاف}، وعليه فتكون الهمزة في {سَائِلٌ} مبدلة من واو كما في خائف.
والوجه الثالث: أن تكون الألف فيه مبدلة من ياء، والأصل: سيل من السيل، قلبت الياء ألفا لتحركها بعد فتح كالألف في قال، وعليه فتكون الهمزة في {سَائِلٌ} بدلًا من ياء. وفسروه بأنه وأد في جهنم اسمه سائل. فالمعنى: سأل هذا الوادي الذي في جهنم بعذاب، وعليه فالباء هنا في موضعها، وإذا جعل من السؤال فالباء بمعنى عن.
{ذِي الْمَعَارِجِ}؛ أي: المصاعد، والمعارج: جمع معرج بفتح الميم هنا بمعنى مصعد، وهو موضع الصعود. قال الراغب: العروج: ذهاب في صعود، والمعارج: المصاعد.
{إِنَّهُمْ يَرَوْنَهُ} أصله: يرأيونه، نقلت حركة الهمزة إلى الراء نقلًا مطردًا كما تقدم ثم حذفت للتخفيف، فصار اللفظ: يريونه فقلبت الياء ألفًا لتحركها بعد فتح، ثم حذفت لما التقت سنة مع واو الجماعة. {وَنَرَاهُ قَرِيبًا (٧)} أصله أيضًا: نرأيه فعل بالهمز ما فعل بهمزة {يرونه}، ثم قلبت الياء ألفًا لتحركها بعد فتح، ولم تحذف لعدم التقاء الساكنيني. {كَالْمُهْلِ} المهل: درديّ الزيت، وهو ما يكون في قعر الإناء منه