ومنها: تأكيد الحقيقة بما يرفع احتمالَ المجاز في قوله: {فِي بُطُونِهِمْ} رفع المجازَ العارضَ في قوله: {أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا} على قول من حمله على الحقيقة، ومَنْ حملَه على المجاز فيكون عنده من ترشيح المجاز، ونظيره في كونه رافعًا للمجاز قوله {يَطِيرُ بِجَنَاحَيْهِ}، وقوله:{يَكْتُبُونَ الْكِتَابَ بِأَيْدِيهِمْ} والحذف في عدة مواضعَ مثل قوله: {وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً}؛ أي: كثيرًا.
فائدة: وفي قوله تعالى: {نَفْسٍ وَاحِدَةٍ} إشارة إلى ترك المفاخرة، والكبر لتعريفه إياهم، بأنهم من أصل واحد، ودلالة على المعاد؛ لأن القادر على إخراج أشخاص مختلفينَ من شخص واحد، فقدرته على إحيائهم بطريق الأولى، و {زَوْجَهَا} هي حواء، وظاهر منها ابتدأ خلق حواء من نفسه، وأنه هو أصلها الذي اخترعت، وأنشئت منه، ويدل عليه الحديث الصحيح في قوله - صلى الله عليه وسلم -: "إن المرأة خلقت من ضلع أعوج، فإن ذهبت تُقِيمُها كسرتها، وكسرها طلاقها" انتهى.