الشيء بتزيينه وتسهيل الأمر فيه، قال الراغب: كأنه في الأصل إزالة الحرض بضمتين وسكون ثانية؛ أي: الأشنان، والحرض في الأصل ما لا يعتد به، ولا خير فيه، ولذلك يقال للمشرف على الهلاك حرض، قال تعالى:{حَتَّى تَكُونَ حَرَضًا}، {بأسًا} والبأس: القوة، وفي "المصباح" وهو ذو بأس؛ أي: شدة وقوة. {تَنْكِيلًا} التنكيل بوزن تفعيل، مصدر نكل المضعف من النكل وهو: القيد، ثم استعمل في كل عذاب، وفي "المصباح": نكل به ينكل - من باب قتل - نكلة قبيحة إذا أصابه بنازلة، ونكل به بالتشديد مبالغة، والاسم النكال، انتهى. قال أبو حيان (١): التنكيل الأخذ بأنواع العذاب وتنزيله على المعذب، وكأنه مأخوذ من النكل: وهو القيد.
{مَنْ يَشْفَعْ شَفَاعَةً حَسَنَةً} قال الراغب: الشفع ضم الشيء إلى مثله، والشفاعة الانضمام إلى آخر، ناصرًا له وسائلًا عنه، {نَصِيبٌ}؛ أي: حظ، {كِفْلٌ}؛ أي: حظ، ولكن النصيب في الخبر أكثر استعمالًا، والكفل في الشر أكثر منه في الخير، ولقلة استعمال النصيب في الشر وكثرة استعمال الكفل فيه غاير بينهما في الآية الكريمة، حيث أتى بالكفل مع السيئة وبالنصيب مع الحسنة، {مُقِيتًا}؛ أي: مقتدرًا أو حافظًا أو شاهدًا، قال الراغب: وحقيقته قائمًا عليه يحفظه ويعينه، وقال النحاس: هو مشتق من القوت، والقوت مقدار ما يحفظ به الإنسان من التلف، يقال: قاته يقوته إذا أطعمه قوته، وأقاته يقيته إذا جعل له ما يقوته، وفي "المختار": أقات على الشيء إذا اقتدر عليه، {بِتَحِيَّةٍ} التحية مصدر حياه، إذا قال له: حياك الله، وأصله تحيية بوزن تفعلة كترضية وتسمية وتنمية، فأدغموا الياء في الياء بعد نقل حركة الياء الأولى إلى الحاء، وهي في الأصل الدعاء بالحياة، ثم صار اسمًا لكل دعاء وثناء، كقولهم أنعم صباحًا، وأنعم مساء، وعم صباحًا وعم مساء، وجعل الشارع تحية المسلمين السلام عليكم، إشارة إلى أن الدين دين سلام وأمان. {فَحَيُّوا} أصله حييوا، استثقلت الضمة