محل لها من الإعراب، {لَاسْتَكْثَرْتُ}{اللام}: رابطة لجواب {لَوْ}{استكثرت}: فعل وفاعل {مِنَ الْخَيْرِ} متعلق به، والجملة جواب {لَوْ} لا محل لها من الإعراب، وجملة {لَوْ} الشرطية في محل النصب مقول لـ {قُلْ}، {وَما مَسَّنِيَ السُّوءُ}: فعل ومفعول وفاعل معطوف على {استكثرت}.
{إِنْ}: نافية مهملة لانتقاض نفيها بإلا، {أَنَا} مبتدأ، {إِلَّا}: أداة استثناء مفرغ، {نَذِيرٌ}: خبر، {وَبَشِيرٌ}: معطوف عليه، والجملة في محل النصب مقول القول، {لِقَوْمٍ}: جار ومجرور تنازع فيه ما قبله، فعند البصريين يتعلق بـ {بَشِيرٌ} لقربة، وعند الكوفيين بـ {نَذِيرٌ} لسبقه، ويجوز أن يكون متعلق النذارة محذوفا؛ أي: نذير للكافرين، وحذف لدلالة ما قبله عليه، كما في «الكرخي» وجملة {يُؤْمِنُونَ} في محل الجر صفة لـ {قوم}.
التصريف ومفردات اللغة
{وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ الَّذِي آتَيْناهُ آياتِنا فَانْسَلَخَ مِنْها} التلاوة: القراءة، والنبأ الخبر الذي له شأن، وانسلاخه منها: كفره بها ونبذه لها من وراء ظهره، ويقال لكل من فارق شيئا بحيث لا تحدثه نفسه بالرجوع إليه: انسلخ منه، وقال أبو حيان: الانسلاخ التعري من الشيء حتى لا يعلق به منه شيء، ومنه: انسلخت الحياة من جلدها إذا خرجت منه اه.
{فَأَتْبَعَهُ الشَّيْطانُ}؛ أي: أدركه ولحقه، قال الجوهري: يقال: اتبعت القوم إذا سبقوك فلحقتهم، والمعنى: فصار هو قدوة ومتبوعا للشيطان على سبيل المبالغة. {فَكانَ مِنَ الْغاوِينَ}؛ أي: من الراسخين في الغواية بعد أن كان مهتديا، {وَلكِنَّهُ أَخْلَدَ إِلَى الْأَرْضِ}؛ أي: ركن إلى الدنيا ومال إليها، وقال أبو السعود: الإخلاد إلى الشيء الميل إليه مع الاطمئنان به، وفي «المصباح» خلد بالمكان خلودا - من باب قعد - أقام، وأخلد بالألف مثله، وخلد إلى كذا وأخلد إليه ركن اه {فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ الْكَلْبِ}؛ أي: الذي هو أخس الحيوانات،