ذكره "الشوكاني". {بَيَاتًا أَوْ نَهَارًا} والبيات بمعنى: التبييت اسم مصدر، كالسلام بمعنى التسليم، وهو منتصب على الظرفية، وكذلك نهارًا؛ أي: وقت الاشتغال بطلب المعاش والكسب، اهـ منه {بِالْقِسْطِ} القسط العدل.
البلاغة
وقد تضمنت هذه الآيات أنواعًا من البلاغة والفصاحة والبيان والبديع:
فمنها: الاستعارة اللطيفة في قوله: {بَيْنَ يَدَيْهِ}؛ لأنه كناية عما سبقه من التوراة والإنجيل، فإنهما بشرتا به.
ومنها: إطلاق المصدر بمعنى اسم الفاعل في قوله: {وَتَفْصِيلَ الْكِتَابِ}.
ومنها: الاستعارة التصريحية الأصلية؛ لأنه شبه الكافرين بمن ليس له حاسة السمع، ولا حاسة البصر، بجامع عدم الاهتداء في كل إلى المقصود.
ومنها: طباق السلب في قوله: {مَنْ يُؤْمِنُ بِهِ} و {مَنْ لَا يُؤْمِنُ بِهِ}.
ومنها: المقابلة في قوله: {لِي عَمَلِي وَلَكُمْ عَمَلُكُمْ أَنْتُمْ بَرِيئُونَ مِمَّا أَعْمَلُ وَأَنَا بَرِيءٌ مِمَّا تَعْمَلُونَ} وفيه أيضًا جناس الاشتقاق بين: {عَمَلِي} و {أَعْمَلُ}، وكذا فيما بعده.
ومنها: الطباق بين {ضرًّا}{ونفعا} في قوله: {ضَرًّا وَلَا نَفْعًا} وبين {بَيَاتًا} و {نَهَارًا} وبين {يُحْيِي وَيُمِيتُ} وبين {يَسْتَقْدِمُونَ} و {يَسْتَأْخِرُونَ}.