للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

الإهانة. وقيل: معنى أسروا الندامة: وجدوا ألم الحسرة في قلوبهم؛ لأن الندامة لا يمكن إظهارها، ومنه قول كثيّر:

فَأَسْرَرْتُ النَّدَامَةَ يَوْمَ نَادَى ... برَدِّ جِمَالِ عَاصِرَةَ الْمُنَادِيْ

ذكره "الشوكاني". {بَيَاتًا أَوْ نَهَارًا} والبيات بمعنى: التبييت اسم مصدر، كالسلام بمعنى التسليم، وهو منتصب على الظرفية، وكذلك نهارًا؛ أي: وقت الاشتغال بطلب المعاش والكسب، اهـ منه {بِالْقِسْطِ} القسط العدل.

البلاغة

وقد تضمنت هذه الآيات أنواعًا من البلاغة والفصاحة والبيان والبديع:

فمنها: الاستعارة اللطيفة في قوله: {بَيْنَ يَدَيْهِ}؛ لأنه كناية عما سبقه من التوراة والإنجيل، فإنهما بشرتا به.

ومنها: إطلاق المصدر بمعنى اسم الفاعل في قوله: {وَتَفْصِيلَ الْكِتَابِ}.

ومنها: الاستفهام الإنكاري في قوله: {أفأنت تسمع اَلْصُّمَّ} وقوله: {أَفَأَنْتَ تَهْدِي الْعُمْيَ}.

ومنها: الاستعارة التصريحية الأصلية؛ لأنه شبه الكافرين بمن ليس له حاسة السمع، ولا حاسة البصر، بجامع عدم الاهتداء في كل إلى المقصود.

ومنها: طباق السلب في قوله: {مَنْ يُؤْمِنُ بِهِ} و {مَنْ لَا يُؤْمِنُ بِهِ}.

ومنها: المقابلة في قوله: {لِي عَمَلِي وَلَكُمْ عَمَلُكُمْ أَنْتُمْ بَرِيئُونَ مِمَّا أَعْمَلُ وَأَنَا بَرِيءٌ مِمَّا تَعْمَلُونَ} وفيه أيضًا جناس الاشتقاق بين: {عَمَلِي} و {أَعْمَلُ}، وكذا فيما بعده.

ومنها: الطباق بين {ضرًّا} {ونفعا} في قوله: {ضَرًّا وَلَا نَفْعًا} وبين {بَيَاتًا} و {نَهَارًا} وبين {يُحْيِي وَيُمِيتُ} وبين {يَسْتَقْدِمُونَ} و {يَسْتَأْخِرُونَ}.