ومنها: تخصيص هذا العدد في قوله: {أَلْفَ سَنَةٍ}؛ لأنّهم يقولون ذلك فيما بينهم عند العطاس والتحيّة عِشْ ألفَ سنة، وألف نَوَّروُزْ، وأَلْفِ مهرجان.
ومنها: الإتيانُ بالجملة الاسمية في جواب الشرط في قوله: {فَإِنَّ اللَّهَ عَدُوٌّ لِلْكَافِرِينَ}؛ لزيادة التقبيح والتشنيع؛ لأنّها تُفِيدُ الثباتَ والدوامَ.
ومنها: الإظهار في موضع الإضمار في قوله: {عَدُوٌّ لِلْكَافِرِينَ} حيث لم يقل: عدوٌّ لهم؛ لتسجيل صفة الكفر عليهم، وأنّهم بسبب عداوتهم للملائكة أصبحوا من الكافرين.
ومنها: الإظهار في قوله: {فَإِنَّ اللَّهَ} حيث لم يقل: فإنه؛ دفعًا لاحتمال أن يعود الضمير إلى جبريل، أو ميكائيل.
ومنها: ذكر الخاص بعد العام في قوله: {وَجِبْرِيلَ وَمِيكَالَ}، إظهارًا لمزيَّتِهِ وشرفه.
ومها؛ إسناد النبذ إلى فريق منهم في قوله:{نبذ فريق منهم}؛ إشعارًا بأنَّ منهم من لم ينبذ.
ومنها: خُروج الأمر عن معناه الأصليِّ إلى معنى التعجيز، في قوله:{فَتَمَنَّوُا الْمَوْتَ} هو لأنَّ ذلك ليس من سِماتهم، ولا من ظواهرهم المألوفة، فإنَّ تمني الموت من شأن الأبرار المقرَّبين؛ لأنَّ من أيقن بالشهادة اشتاق إليها، وبكى حنينًا إليها، وقد رُوي عن علي بن أبي طالب (أنّه كان يطوف بين الصفين، في غلالة، فقال ابنه الحسن: ما هذا بزيِّ المحاربين؟ فقال: يا بنيّ! لا يبالي أبوك سقط على الموت أم سقط عليه الموت)، ولمَّا احتضر خالد بن الوليد بكى، فقيل له: ما يبكيك؛ قال:(والله ما أُبالي إشفاقًا من الموت، ولكن لأنّي حضرت كذا وكذا معركةً، ثمّ أموت هكذا، كما تموت العنز، فلا نامت أعين الجبناء) وعن حذيفة أنّه كان يتمنَّى الموت، فلما احتضر قال:(حبيبٌ جاء على فاقةٍ لا أفلح من ندم! يعني: على التمنِّي، وعن النبي - صلى الله عليه وسلم -: (لو تمنَّوا الموت لغَصَّ كُلُّ إنسان منهم بريقه فمات مكانه، وما بقي على وجه الأرض يهوديٌّ).