دعوتهم، عن تلك التي تميز بها القادة والمصلحون من عامة البشر ..
١ - الإلتجاء إلى الله في جميع مراحل الدعوة والجهاد .. بل في جميع مراحل الحياة .. والاطراح على عتبة عبوديته اطراح الفقير الكسير، والارتماء في أحضان رحمته ارتماء الطفل الصغير في أحضان أمه والإيمان القوي بأنه هو النافع الضار، والناصر الخاذل وأن لا مانع لما أعطى ولا معطي لما منع ولا كاشف لضره، ولاممسك لرحمته ولا سهل إلا ما جعله سهلا وهو يجعل الحزن سهلا، وينصر الضعيف على القوي والقليل على الكثير، والضعيف مع نصره قوي، والقليل مع رحمته كثير. هذا الإيمان كان يوحي إليهم بالابتهال في الدعاء وإطالة الوقوف ببابه وشدة الالتزام بأعتابه والالحاح في المسألة، وبذلهم المعاني العجيبة والتعبيرات الرقيقة، ولننظر إلى قول سيد الأنبياء وسيد الدعاة إلى الله إلى يوم القيامة وهو يمثل خير تمثيل لإيمانه وشعوره بفقره وضعفه وافتقاره إلى رحمة الله «اللهم إنك تسمع كلامي وترى مكاني، وتعلم سري وعلانيتي، لا يخفى عليك شيء من أمرى، وأنا البائس الفقير المستغيث المستجير الوجل المشفق المقر بدنبه، أسألك مسألة المسكين، وأبتهل إليك ابتهال المذنب الذليل، وأدعوك