إلى أهداف الدين وتنفيذ أحكامه وتغيير المجتمع وتوجيه الحياة كما قال الله تعالى {الذين إن مكناهم في الأرض أقاموا الصلاة وآتوا الزكاة وأمروا بالمعروف ونهوا عن المنكر} ولم تكن هذه الحكومة قط غاية من أهدافهم أو حديثا من أحاديثهم أو حلما من أحلامهم، إنما كانت نتيجة طبيعية للدعوة والجهاد كالثمرة التي هي نتيجة طبيعية لنمو الشجرة وقوة أثمارها، وقد قال كاتب هذه السطور في رسالته «بين الهداية والجباية» ما يحسن نقله هنا:
«بعث محمد صلى الله عليه وسلم ودعا الناس إلى الإسلام فالتف حوله {فتية آمنوا بربهم وزدناهم هدى وربطنا على قلوبهم إذ قاموا فقالوا ربنا رب السموات والأرض لن ندعوا من دونه إلها لقد قلنا إذاً شططا، هؤلاء قومنا اتخدوا من دونه آلهة لولا يأتون عليهم بسلطان بين. فمن أظلم ممن افترى على الله كذبا} .. وكان هؤلاء الفتيان هدف كل قسوة وظلم واضطهاد وبلاء وعذاب، وقد قيل لهم من قبل {أحسب الناس أن يتركوا أن يقولوا آمنا وهم لا يفتنون. ولقد فتنا الذين من قبلهم فليعلمن الله الذين صدقوا وليعلمن الكاذبين} فصمدوا لكل ما وقع لهم وثبتوا كالجبال، وقالوا: {هذا ما وعدنا الله ورسوله