ولكن لا بد من تجديد واسع، ودعوة صارخة وكفاح شديد يغير هذا الوضع الجاهلي الذي تورط فيه العالم الإسلامي تورطا قبيحا وأمعن فيه العالم العربي إلى أبعد حد، وقد وعد الله وأخبر رسوله باستمرار هذه الدعوة الإسلامية وبقاء التجديد ودوام الكفاح في تاريخ الإسلام ضد الجاهلية التي ترفع عقيدتها زمنا بعد زمن وحينا بعد حين، وقد أصبح خطب العالم الإسلامي وفساد أحوال المسلمين وانحرافهم عن جادة الإسلام وطغيان بحر المادية أعظم وأوسع من أن يتدارك بجهود فردية وخطب منبرية ودروس دينية ومباحث فقهية ومسائل جزئية ومحاربة الأفراد والأشخاص، إن السيل لا يمسكه إلا السيل مثله، والتيار لا يدفعه إلا تيار أقوى منه، فلابد من كفاح عنيف وصراع شديد يغير مجرى الزمن ويقلب تيار الحياة من جهة إلى جهة، ويحدث انقلابا في المجتمع والحياة وفي الأذواق والرغبات وفي قيم الأشياء وموازينها ..
وليس خطب الدعوة الدينية والتجديد الإسلامي بهين، فليس رسالتها ومهمتها قلب نظام أو تغيير وضع سياسي بوضع سياسي آخر ونظام اقتصادي بنظام اقتصادي آخر، ولا نشر الثقافة والعلم،