للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

أو للوصفِ؛ أي: أو للسُّؤالِ عن الوصفِ؛ نحو: (ما زيدٌ؛ أكريم، أم شجاعٌ، أم عالمٌ)، ونحوها؛ مثل: (أم فاضل أم عدل) (١).

ولتردُّدها بين الأَمرين؛ أَي: الجنس والوَصْفِ لَمَّا قال فِرعونُ: {وَمَا رَبُّ الْعَالمِينَ} (٢)؛ أَي: أَيّ جنسٍ (٣) من الأَجْسامِ لاعتقادِ الْجُهّالِ (٤): أن كُلَّ موجودٍ قائمٍ بنَفْسهِ جِسْمٌ ولا موجودَ مستقلا بِنَفْسِه سِوى أَجْناس الأَجْسام. أَجَابَ موسَى بالوصفِ (٥)؛ لأَنَّه كانَ عالمًا بأن السُّؤال عن حقيقتِه (٦) الخاصَّةِ التي هي فوق العقول سُؤالٌ عمَّا لا سبيل إِليه؛ لامتناع تعريفِ البسائطِ بالحدودِ تَنْبيهًا على النَّظرِ المؤدِّي إلى معرفته. تعريضًا بتغليطه (٧)، وتخطئَته في السُّؤالِ عن الحقيقةِ؛


= ليتميّز أحد المتشارِكَين؛ أما هذه فلتميّز أحد التشارِكِين في الجنس.
(١) هكذا في الأصل. وفي أ، ب،: "عادل".
(٢) سورة الشعراء؛ من الآية: ٢٣.
(٣) هكذا -أيضًا- في ف. وفي ب: "جسم".
(٤) في الأصل، أ، "الجهلاء". والمثبت من ب، ف، وهو الأَوْلَى لما سيرد -عمَّا قليل - من إعادة لكلام المصنّف على لسان الشارح وإيراد الكلمة بلفظ "الجهال" في جميع النسخ؛ فضلًا عن ورودها في الفوائد الغياثية كذلك.
(٥) إذ قال كما حكى الله سبحانه وتعالى عنه: {قَال رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا إِنْ كُنْتُمْ مُوقِنِينَ (٢٤)} [الشعراء: ٢٤].
(٦) في أ: "الحقيقة".
(٧) في الأصل: "إلى تغليظه" والمثبت من أ، ب، ف.

<<  <  ج: ص:  >  >>