للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وابنُ الحاجبِ جعلَ المجازَ في (أَنْبت)، وقال: معناه: تَسبّب الرَّبيع عادة لإنبات البَقْل.

والمصنِّفُ ضَبَطَ المذاهبَ في شرح المختصر بقوله (١): "واعلم (٢): أنَّهم قد اختلفوا في نحو: (أنبتَ الرَّبيعُ البقلَ)؛ لعدمِ كونِ الرَّبيع هُو الفاعلُ حقيقةً، فلا بُدَّ (٣) من تأويلٍ في اللَّفظِ، أَوْ في المعنى؛ وإِلَّا لكانَ كذبًا. والتَّأويلُ في اللفظ إِمَّا في الإنباتِ، أَوْ في الرّبيع، أَوْ فِي التَّركيبِ؛ فهذه احتمالات أَرْبعة:

الأَوَّل: التَّأَويلُ في المعنى؛ وهو أنَّه أورده ليتصوّرَ فينتقل الذِّهنُ منه إلى إنبات الله -تعالى- فيه؛ فيصدق به، وهو قولُ الإمام الرَّازيِّ: إِن


= مطلق المشابهة -أي: مشابهة- دون ملاحظة ما تختصّ به الاستعارة المكنية من وجوب تحقّق التَّشبيه فيها بين أمرين يلتقيان في أخصّ صفات المشبّه به. على خلاف ما عليه المجاز العقلي الذي يُكتفى فيه بعلاقات أخرى غير التّشبيه كالسّببيَّة والزمانية.
ينظر ما قاله أ. د. عبد الستَّار زَمُّوط، ردًّا على ترجيح الطّيبيّ رأي السَّكاكي المتقدّم في تحقيقه كتاب التّبيان: (٤٠٤). وما قاله أ. د. محمد محمد أبو موسى في كتابه خصائص التّراكيب: (١٤٣)، حيث استمدّا ردّهما على السَّكاكيّ مِمَّا رَدَّ به الخطيب القزويني عليه في الإيضاح: (١/ ١٠٢).
(١) بتصرّف يسير: (١/ ١٥٥).
(٢) هكذا -أيضًا- في مصدر القول. وفي ب: "وإذا علم".
(٣) في الأَصل: "ولا بدّ"، والمثبت من: أ، ب، مصدر القول.

<<  <  ج: ص:  >  >>