• وعن قبيصة قال: حدثني صاحب لنا أن امرأة من أهل داود الطائي ﵀ صنعت ثريدة بسمن، ثم بعثت بها إلى داود حين إفطاره مع جارية لها، وكان بينها وبينهم رضاع، قالت الجارية: فأتيته بالقصعة فوضعتها بين يديه في الحجرة، قال: فسعى ليأكل منها، فجاء سائل فوقف على الباب، فقام فقدمها إليه، وجلس معه على الباب حتى أكلها، ثم دخل فغسل القصعة، ثم عمد إلى تمر كان بين يديه - قالت الجارية: ظننت أنه كان أعده لعشائه - فوضعه في القصعة ودفعها إليّ، وقال: أقرئيها السلام، قالت الجارية: ودفع إلى السائل ما جئناه به، ودفع إلينا ما أراد أن يفطر عليه، قالت: وأظنه ما بات إلا طاويًا، قال قبيصة: كنت أراه قد نحل جدًا. [الحلية (تهذيبه) ٢/ ٤٦٣].
• وقال الحسن البصري: صحبت ابن المبارك ﵀ من خراسان إلى بغداد فما رأيته أكل وحده. [صفة الصفوة ٤/ ٣٧٣].
• وعن الحسين بن الحسن أنه قال: كنا عند ابن المبارك ﵀ جلوسًا، فجاء سائل فسأله شيئًا، فقال: يا غلام ناوله درهمًا، فلما ولى السائل قال له بعض أصحابه، يا أبا عبد الرحمن، هؤلاء السؤال يتغدون بالشواء والفالوذج! كان يكفيه قطعة، فلِم أمرت له بدرهم؟ قال ابن المبارك: يا غلام، ردّه، إنما ظننت أنهم يجيزون بالبقل والخل عند غدائهم، فأما إذا كان غداؤهم بالشواء والفالوذج فلا بد من عشرة دراهم، يا غلام ناوله عشرة دراهم. [المنتظم ٩/ ٦٣].
• وعن محمد بن عبد الله بن واصل قال: جاء رجلٌ إلى شُرَيح ﵀ يَستقرِضُ دراهمَ؛ فقال له شريحٌ: حاجتُك عندنا فاتِ منزلَكَ فإنّها ستأتيكَ، إنّي لأكره أن يَلْحَقَكَ ذُلُّها. [عيون الأخبار ٣/ ١٩٢].