للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

• وعن عيسى بن حازم قال: كنا مع إبراهيم بن أدهم في بيت ومعه أصحاب له، فأتوا ببطيخ فجعلوا يأكلون ويمزحون ويترامون بينهم، فدق رجل الباب فقال لهم إبراهيم: لا يتحركن أحد، قالوا: يا أبا إسحاق تعلمنا الرياء؟ نفعل في السر شيئًا لا نفعله في العلانية؟ فقال: اسكتوا إني أكره أن يعصى الله فيَّ وفيكم (١).

[الحلية (تهذيبه) ٢/ ٤٧٨].

• وأحضر الرشيد رجلًا ليولِّيَه القضاء فقال له: إني لا أحسن القضاء ولا أنا فقيه. قال الرشيد: فيك ثلاث خلال: لك شرف والشرف يمنع صاحبه من الدناءة. ولك حلم يمنعك من العَجَلة، ومن لم يَعْجَل قلّ خطؤه. وأنت رجل تشاور في أمرك ومن شاور كثر صوابه، وأما الفقه فسينضم إليك من تتفقَّه به. فَولِي فما وجدوا فيه مطعنًا. [عيون الأخبار ١/ ٦٠].

• وعن حسن الوصيف أنه قال: قعد المهدي قعودًا عامًا للناس، فدخل رجل في يده نعل في منديل، فقال: يا أمير المؤمنين، هذه نعل رسول الله وقد أهديتها لك، فقال: هاتها، فدفعها إليه، فقلب باطنها ووضعها على عينيه وأمر للرجل بعشرة آلاف درهم، فلما أخذها وانصرف قال لجلسائه: أترون أني لم أعلم أن رسول الله لم يرها فضلًا على أن يكون لبسها، ولو كذبناه لقال للناس: أتيت أمير المؤمنين بنعل رسول الله فردها عليّ وكان من يصدقه أكثر ممن يدفع خبره، إذ كان من شأن العامة الميل إلى أشكالها، والنصرة للضعيف على القوي، فاشترينا لسانه وقبلنا هديته وصدقنا قوله، ورأينا الذي فعلناه أنجح وأرجح. [المنتظم ٨/ ٢١١].


(١) قال في الحاشية: لعله أراد: أن يظن القادم إليهم ظن السوء فيهم، عند رؤيتهم وهم يلعبون؛ فيكون ذلك سبب معصيته لله تعالى بذلك الظن.

قال ابن حجر في حديث أَنَسٍ: كَانَ النَّبِيُّ أَحْسَنَ النَّاسِ خُلُقًا وَكَانَ لِي أَخٌ يُقَالُ لَهُ أَبُو عُمَيْرٍ قَالَ أَحْسِبُهُ فَطِيمًا وَكَانَ إِذَا جَاءَ قَالَ يَا أَبَا عُمَيْرٍ مَا فَعَلَ النُّغَيْرُ نُغَرٌ كَانَ يَلْعَبُ بِهِ: وَفِيهِ تَرْك التَّكَبُّر وَالتَّرَفُّع، وَالْفَرْق بَيْنَ كَوْن الْكَبِير فِي الطَّرِيق فَيَتَوَافَر أَوْ فِي الْبَيْت فَيَمْزَح، وَأَنَّ الَّذِي وَرَدَ فِي صِفَة الْمُنَافِق أَنَّ سِرّه يُخَالِف عَلَانِيَته لَيْسَ عَلَى عُمُومه.

<<  <   >  >>