أخبرنا حيوة بن شريح عن زيد بن أبي حبيب في قوله تعالى:{وَاقْصِدْ فِي مَشْيِكَ}[لقمان: ١٩] قال: السرعة، أخبرنا رجل أن ابن عمر كان يسرع في المشى ويقول: هو أبعد من الزهو، وأسرع في الحاجة، أخبرنا أبو إسرائيل عن سيار أبي الحكم حدثه قال: كان رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- يمشى مشية يعرف أن العاجز ولا الكسلان.
أخبرنا رشدين بن سعد قال: حدثنى عمرو بن الحارث عن أبي يونس مولى أبي هريرة أنه سمع أبا هريرة يقول: "ما رأيت شيئًا أحسن من النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- كأن الشمس تجرى في وجهه، وما رأيت أحدأ أسرع في مشيه من النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- كان الأرض تطوى لى كنا نجهد أنفسنا وإنه لغير مكترث" اهـ.
وقال ابن سعد في الطبقات في ترجمة عمر رضي اللَّه عنه [١/ ٣٧٩]:
أخبرنا محمد بن عمر الأسلمى حدثنا عمر بن سليمان بن أبي حثمة عن أبيه قال: قالت الشفا ابنة عبد اللَّه ورأت فتيانا يقصدون في المشى ويتكلمون رويدًا، فقالت: ما هذا؟ فقالوا: نساك، فقالت: كان واللَّه عمر إذا تكلم أسمع، وإذا مشى أسرع، وإذا ضرب أوجع، وهو الناسك حقا.
فهذه الآثار تدل على ضعف هذا الخبر وبطلانه، واللَّه أعلم.
قال في الكبير: رمز المصنف لصحته فظاهر صنيع المصنف أنه لا يوجد لأشهر من الطيالسى وإلا لما عدل عنه واقتصر عليه وليس كذلك، بل رواه الحاكم في المستدرك باللفظ المزبور عن سعد المذكور، وقال: صحيح، وأقره الذهبى وعليه