وباب من العلم تعلمه عمل به أو لم يعمل به أحب إلينا من مائة ركعة تطوع"، وقالا: سمعنا رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- يقول: "إذا جاء الموت" الحديث كما هنا.
قال ابن عبد البر: وبعضهم يقول في ذلك لم يكن بينه وبين الأنبياء إلا درجة واحدة في الجنة، قال: وروى أيضا [١/ ٤٠٣، رقم ٥٨١] مرفوعًا من حديث ابن عباس وفي إسناده اضطراب، لأن منهم من يجعله عن سعيد بن المسيب عن ابن عباس، ومنهم من يجعله عن سعيد عن أبي هريرة وأبي ذر، ومنهم من يرسله عن سعيد والفضائل تروى عن كل أحد، والحجة من جهة الإسناد إنما تستقصى في الأحكام وفي الحلال والحرام اهـ.
وقال الخطيب [٩/ ٢٤٧]:
حدثنا شعيب بن يوسف ثنا محمد بن إسماعيل بن العباس الوراق ثنا عبد اللَّه ابن سليمان بن الأشعث ثنا أبو بكر إسحاق بن إبراهيم شاذان ثنا حجاج بن نصير به مثله، وهلال بن عبد الرحمن منكر الحديث متروك وقد أورد له العقيلى هذا الحديث وقال: منكر لا أصل له ولا يتابع عليه، كذا قال، وقد مر في كلام ابن عبد البر ما يرده.
وفي ترجمة حاتم بن عثمان المعافرى أبي عثمان الإفريقى من اللسان [٢/ ١٤٥، رقم ٦٤٧] قال أبو العرب: كان يغرب عن مالك بأحاديث لا يرويها غيره، قال الحافظ: فمن الأباطيل التي زعم أن مالكًا حدَّث بها عن ابن شهاب عن أبي سلمة عن أبي هريرة قال: "باب من العلم" فذكر مثله في الموقوف والمرفوع، ومراد الحافظ ببطلانه كونه من رواية مالك لا مطلقًا كما هو معلوم.