قلت: قد نص في الكبير على القول بضعفه إنما هو منسوب للمؤلف لا محقق منه، ولفظه بعد نقله تصحيحه عن جماعة فما نسب للمؤلف من أنه رمز لضعفه لا يعول عليه اهـ. ثم جزم في الصغير بنسبة ذلك إليه.
هذا وفي عزو المصنف الحديث إلى النسائى ما فيه فإن الإطلاق يقتضى أنه في الصغرى التي هى أحد الكتب الستة والواقع أنه في الكبرى [٤/ ٣٧٩، رقم ٧٦١٢]، وهذا التعقب ألزم للشارح إذ لم ينبه عليه وهو مغرم بذلك فيما ليس بحق ولا صواب.
٢٨٠/ ٥٦٩ - "إِذَا خَافَ اللَّهَ الْعَبْدُ أخَافَ اللَّهُ منه كُلَّ شئٍ، وإِذَا لَمْ يَخَفِ الْعَبْدُ اللَّهَ خَوَّفَهُ اللَّهُ من كُلِّ شيء". (عق) عن أبي هريرة
قال الشارح في الكبير: قال ابن الجوزى: لا يصح، وقال أبو زرعة: عمرو بن زياد أى أحد رجاله كذاب وأحاديثه موضوعة، وقال ابن عدى: يسرق الحديث ويحدث بالبواطيل، وقال الدارقطنى: يضع.
قلت: هذا الحديث ورد أيضا من حديث واثلة بن الأسقع وعليٍّ وابْنَه الحسين وغيرهما وهو مشهور بلفظ: "من خاف اللَّه" إلا أن المصنف أغفله في حرفه، وذكر منه رواية أخرى بلفظ:"من اتقى اللَّه".
وقد ذكرت أسانيده في المستخرج على الشهاب وكذلك، ذكر عزوه بشواهده الحافظ السخاوى في المقاصد الحسنة [ص ٦٤٥، رقم ١١١٩] إلا أنه لم يذكر من طرقه ما ذكرته، والحمد للَّه.