فهرس السورة (١ / ٢٩١) فلما رجعت إلى المكان الذي أشار إليه (١٥ / ١٠٤) لم أجد فيه سوى إشارة ابن تيمية إلى الآيتين بقوله: (ثم ذكر حال الذين سعدوا والذين شقوا ثم قال ... ) أو في آية (الأنعام ١٢٨) من تفسير هذه السورة ولكنها مما لا وجود له فيه مطلقا. أو في تفسير (النبأ) آية {لابثين فيها أحقابا} والقول فيه كالقول في الذي قبله إلا أنه قد أشار في (الفهرس)(١ / ٣٤٥) أنها في موضعين من (المجموع) الأول في (١٦ / ١٩٤ - ١٩٧) والآخر في (١٨ / ٣٠٧) ومع ذلك فليس للآية ذكر فيهما مطلقا نعم في الموضع الأول (ص ١٩٧) ما يدل ظاهر كلامه أنه يقول بخلود الكفار في النار. ذكر ذلك في تفسير قوله تعالى في (سورة الأعلى) : {ثم لا يموت فيها ولا يحيى} . ولكنه لا ينافي قوله بفناء النار لأن له أن يقيده بقوله: ما لم تفن كما فعل بكثير من الآيات الصريحة بالخلود بل والخلود الأبدي كما سترى ذلك مع رد المؤلف عليه في الرسالة إن شاء الله تعالى
لكنه في الموضع الآخر قد صرح بخلاف ذلك وأن النار لا تفنى صراحة فقد جاء في الصفحة المشار إليها منه ما نصه:
(وسئل عن حديث أنس بن مالك عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ أنه قال: (سبعة لا تموت ولا تفنى ولا تذوق الفناء: الناس وسكانها واللوح والقلم والكرسي والعرش) فهل هذا الحديث صحيح أم لا؟
فأجاب: هذا الخبر بهذا اللفظ ليس من كلام النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ وإنما هو من كلام بعض العلماء. وقد اتفق سلف الأمة وأئمتها وسائر أهل السنة والجماعة على أن من المخلوقات مما لا يعدم ولا يفنى بالكلية كالجنة والنار والعرض وغير ذلك ولم يقل بفناء جميع المخلوقات إلا طائفة من أهل الكلام المبتدعين ... )
قلت: والظن بمن هو دون ابن تيمية علما ودينا أن لا يخالف سلف الأمة وأئمتها ولم لا وهو حامل راية الدعوة إلى أتباعهم والسير على منهجهم والتحذير من