للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

عن الكفار لولا ورود السمع بان الله لا يغفر أن يشرك به

هذا وقد انتهت المناظرة التي ساقها ابن القيم عن شيخه شيخ الإسلام بين الفريقين. ومن له نباهة وهو من أولي الألباب لا يخفى عليه بعدما قررناه وجه الصواب

ثم ساق شيخ الإسلام من الأدلة على مدعاه فقال مستدلا:

(إن الله خلق عباده على الفطرة وخلقهم حنفاء فلو خلوا وفطرهم لما نشئوا إلا على التوحيد. (قال) : والأشقياء غيروا الفطرة إلى ضدها واستمروا على ذلك التغيير ولم تغن عنهم الآيات والنذر في هذه الدار فأتاح الله لهم آيات أخر وأقضية وعقوبات فوق التي كانت في الدنيا يستخرج الخبث والنجاسة التي لا تزول بغير النار فإذا زال موجب العقاب وسببه زال العذاب وبقي مقتضى الرحمة لا معارض له) (١١٣) . وأراد (بمقتضى الرحمة) الميثاق الذي أخذ عليهم بالإيمان وهم في عالم الذر (١١٤)

وأقول: لا شك أنه يدخل النار من كفار الجن والشياطين أمم لا


(١١٣) الحادي (٢ / ١٩٣ - ١٩٤) من الفصل الذي سبقت الإشارة إليه وليس فيه ذكر لابن تيمية فتنبه وقد صححت منه بعض الأخطاء وقعت في الأصل
(١١٤) انظر (باب ذكر أخذ ربنا الميثاق من عباده) في (السنة) (١٩٦ - ٢٠٦) و (سلسلة الأحاديث الصحيحة) (١٦٢٣) و (تخريج الطحاوية) (ص ٢٤٠ - ٢٤٧) (تخريج السنة) (٣٤ باب ذكر أخذ ربنا الميثاق من عباده) (١ / ٨٧ - ٩١) . وانظر (ابن حبان) (١٧٥٢)

<<  <   >  >>