للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

والرابع: أن النار قيدها بقولها: {لابثين فيها أحقابا} (١) وقوله: {خالدين فيها إلا ما شاء الله} (٢) وقوله: {خالدين فيها ما دامت السماوات والأرض إلا ما شاء ربك} (٣) فهذه ثلاث آيات تقتضي قضية مؤقتة أو معلقة على شرط وذاك دائم مطلق ليس بمؤقت ولا معلق

الخامس: قد ثبت أنه يدخل الجنة من ينشئه الله لها ويدخلها من دخل النار أولا ويدخلها الأولاد بعمل الآباء. فثبت أن الجنة يدخلها من لم يعمل خيرا وأما النار فلا يعذب أحد إلا بذنوبه فلا يقاس هذه بهذه

السادس: أن الجنة من مقتضى رحمته ومغفرته والنار من عذابه وقد قال: {نبئ عبادي أني أنا الغفور الرحيم وأن عذابي هو العذاب الأليم} (٤) وقال تعالى: {اعلموا أن الله شديد العقاب وأن الله غفور رحيم} (٥) وقال تعالى: {إن ربك لسريع العقاب وإنه لغفور رحيم} (٦)

فالنعيم من موجب أسمائه التي هي من لوازم ذاته فيجب دوامه بدوام معاني أسمائه وصفاته

وأما العذاب فإنما هو من مخلوقاته والمخلوق قد يكون له انتهاء مثل الدنيا وغيرها لا سيما مخلوق خلق لحكمة يتعلق بغيره

الوجه السابع: أنه قد أخبر أن رحمته وسعت كل شيء وأنه (كتب على


(١) سورة النبأ الآية (٢٣)
(٢) سورة الأنعام الآية (١٢٨)
(٣) سورة هود الآية (١٠٧)
(٤) سورة الحجر الآية (٤٩ - ٥٠)
(٥) سورة المائدة الآية (٩٨)
(٦) سورة الأعراف الآية (١٦٧)

<<  <   >  >>