للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الدُّرر الكَامِنَة في أعْيان المائة الثَّامِنَةَ (١)

أحمد بن عبد الحليم بن عبد السَّلام بن عبد الله بن أبي القاسم بن تَيْمِيَّة الحَرَّاني ثمَّ الدِّمشقي الحنبلي تقي الدِّين أبو العَبَّاس بن شهاب الدِّين بن مجد الدين.

ولد في عاشر ربيع الأوَّل سنة (٦٦١) وتحوّل به أبوه من حرّان سنة (٦٦٧) فسمع من ابن عبد الدَّائم والقاسم الإربلي والمسلم بن علان وابن أبي عمر والفخر في آخرين، وقرأ بنفسه ونسخ «سنن أبي داود»، وحصّل الأجزاء، ونظر في الرجال والعلل، وتفقَّه وتمهر وتميز وتقدّم، وصنّف ودرّس وأفتى وفاق الأقران، وصار عجبًا في سرعة الاستحضار وقوّة الجنان، والتّوسع في المنقول والمعقول، والاطلاع على مذاهب السلف والخلف.

وأول ما أنكروا عليه من مقالاته في شهر ربيع الأول سنة (٦٩٨) قام عليه جماعة من الفقهاء بسبب الفتوى الحموية. وبحثوا معه ومُنِع من الكلام، ثمَّ حضر مع القاضي إمام الدِّين القزويني؛ فانتصر له، وقال هو وأخوه جلال الدين: من قال عن الشَّيخ تقي الدِّين شيئًا عزرناه.

ثمَّ طلب ثاني مرة في سنة (٧٠٥) إلى مصر فتعصب عليه بيبرس الجاشنكير وانتصر له سلار، ثمَّ آل أمره أنْ حُبس في خزانة البنود مدة، ثمَّ نقل في صفر سنة (٧٠٩) إلى الإسكندرية، ثمَّ أُفرج عنه وأُعيد إلى القاهرة ثمَّ أُعيد إلى الإسكندرية، ثمَّ حضر الناصر من الكرك فأطلقه، ووصل إلى دمشق


(١) (١/ ١٤٤ - ١٦٠) طبعة المستشرق كرنكو.

<<  <   >  >>