للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[سنة ست وثمانين وثلاثمائة]

فى محرم ورد سابق الحاج، فخلع عليه بالمخيّم، وقدم الحاج لثمان بقين من صفر.

وفى ربيع الأول جهزت المراكب الحربية، وأشحنت بالمقاتلة.

وفى العشرين منه رفع العزيز إلى غيفة فنزل بالعقاربة بعد أن أقام فى مناخه أربعة أشهر وخمسة وعشرين يوما، فأقام بها ليلة، ورفع إلى بلبيس (١) فنزل بظاهرها.

ونودى فى البلد لا يتأخر أحد عن المسير فى الأسطول، فوقعت فى الأسطول نار، فاحترق وقت صلاة الجمعة لست بقين من ربيع الآخر، فأتت على ما فيه من عدّة وسلاح، حتى لم يبق منه غير ست مراكب، لا شيء فيها، فاتهم بذلك الروم الأسارى، وكانوا فى دار بجوار الصناعة (٢) بالمقس، فنهبتهم العامة، وقتلوا منهم مائة وسبعة أنفس.

وحضر عيسى بن نسطورس ويانس الصقلبى متولى الشرطة إلى الروم، فاعترفوا بأنهم أحرقوا الأسطول (٣)، فكان ما ذهب فى النهب نحو تسعين ألف دينار، فنودى ترد؟؟؟ النهب، وتوعد عليه.

وشرع عيسى بن نسطورس فى إنشاء اسطول جديد، وظفر بعده من النهابة، فقتل بعضهم، وحبس بعضهم بعد الضرب الشديد، فأحضر كثير مما نهب.

ووردت غزاة البحر بمائتى أسير وعشرين أسيرا طيف بهم البلد.

ووصل من برقة ستون فرسا، منها عشرة بسروجها ولجمها، وعشرون بغلة عليها صناديق المال، وخمسمائة جمل عليها قطران وغيره، وعدّة من صبيان وعلوج من السبر (؟)


(١) عند (ابن ميسر، ص ٥٠): «تنيس»، وهو خطأ، وما بالمتن هو الصحيح.
(٢) المقصود دار صناعة السفن.
(٣) فصل (المقريزى: الخطط؛ ج ٣، ص ٣١٧ - ٣١٩) الحديث عن حرق الأسطول والفتنة التى أعقبته الى أنه انتهت بقتل عيسى بن نسطوروس فى أوائل عهد الحاكم بأمر الله، فراجعه هناك.