فأحسست حينما أنكرت نفسي بلذة الوجدان التي لا توصف:
لا يعرف العشقَ إلاّ من يكابِدُه ولا الصّبَابةَ إلاّ من يعانيها
وبدأت أفهم ما كنت قرأته من أقوال أهل التصوف، وتعلمت أن الإنسان لا يحس بعظمة الله إلاّ إذا نسي نفسه وعظمته. هنالك يجد هذا «الجرم الصغير» الذي هو رملة في الصحراء وعدمٌ في وجود الكواكب، والذي لا يمتد عمره أكثر من لحظة في عمر السماء ... يجده أكبرَ من الكواكب وأخلدَ من السماوات، لأنه عرف الله وأدرك حلاوة الإيمان.
وقمت بعد ذلك أصلي، فلما قلت:«الله أكبر»، مُحي الكون كله من وجودي، ولم يبقَ إلاّ أنا العبد المؤمن الضعيف، والله الإله العظيم الجبار.