للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

رعته أشهراً وخلا عليها ... فطار التي فيها واستغارا

كان الوجه أن يقول: وخلالها، كما قال الآخر:

دار لقابلة الغرانق ما بها ... إلا الوحوش خلت له وخلا لها

ولكن قوله: وخلالها، يفيد ما يفيده قوله: إنه وقف عليها وكذلك قوله تعالى (من أنصارى إلى الله): إنما صلح ذكر (إلى) هاهنا لتضمن أنصارى معنى الإضافة لأن من نصره، فقد أضاف نصرته إلى نصرة الله تعالى.

وكذلك قول الشاعر:

شدخت غرة السوابق فيهم ... في وجوه إلى اللمام الجعاد

إنما صلح ذكر (إلى) هاهنا، لأن الغرة إذا شدخت ملأت الجبهة: فوصلت إلى اللمة.

وقد يعدون الفعل بحرف الجر وهو غنى عنه، إذا كان في معنى ما لا يتعدى إلا به، كقول الفرزدق:

كيف تراني قالباً مجنى ... أقلب أمرى ظهره للبطن

قد قتل الله زياداً عني

<<  <  ج: ص:  >  >>