للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

حتى مضت ظلماً أيام دولته ... لم يتضح بدجاها ضوء إنسان

أبقى دليلاً عليه في عماوته ... كما استدل على أصل بأغصان

مثلان في العي لم ينهضها أدب ... مستحوذان على جهل شبيهان

لولا الإمام أبو إسحاق إن له ... عناية بالقصي الدار والداني

لأصبح الناس فوضى لا نظام لهم ... ولم يدل على حق ببرهان

فيقال: إن المعتصم لما قرأ هذا الشعر ضحك، وعزل أحمد بن عمار.

ويروى أن المعتصم، وهو محمد بن هارون الرشيد، ويكنى أبا إسحاق كان قليل البضاعة من الأدب. ويزعمون أن أباه كان عنى بتأديبه في أول أمره، فمرت به جنازة لبعض الخدم فقال: ليتني كنت هذه الجنازة، لأتخلص من هم المكتب، فأخبر بذلك أبوه، فقال: والله لاعذبته بشيء يختار الموت من أجله، وأقسم ألا يقرأ طول حياته.

فلما صارت إليه الخلافة، واتخذ أحمد بن عمار وزيراً، ورد عليه كتاب عامل الجبل. يذكر فيه خصب السنة، وكثرة الغلات، وأنهم مطروا مطراً كثر عنه الكلأ. فقال لابن عمار: ما الكلأ؟ فتردد في الجواب، وتعثر لسانه، ثم قال: لا أدري. فقال المعتصم: (إن لله وإنا إليه راجعون)! أخليفة أمي، وكاتب أمي؟ ثم قال: أدخلوا على من يقرب منا من الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>