بركة دعائه، وألا ينطق لسانه بالكلام الذي لا ينبغي في حق الباري بل يلاحظ أنه المالك للعباد يفعل فيهم كيف شاء فإن خفف فبمحض فضله وإن شدد فبعدله لا يسأل عما يفعل، وأن يعتقد أن الشافي هو الله ولو كان عنده حكيم يداويه؛ لأن المداوي حقيقة هو الذي خلق المرض، وجواز التداوي لا ينافي التوكل والاعتماد على الله، على القول المعتمد من قول الصوفية وغيرهم، فقد كان صلى الله عليه وسلم يتعاطى الأسباب للتداوي مع أنه أعظم المتوكلين على الله سبحانه اهـ. النفراوي باختصار.
قال رحمه الله تعالى:(وتشييع الجنائز) هذه الجملة معطوفة على عيادة المرضى فالمعنى أنه يندب للإنسان أن يعتني بتشييع الجنائز؛ لأنه من حق المؤمن على أخيه المؤمن أن يحضر جنازته إذا مات لأجل الصلاة عليه والدفن؛ لأن تجهيز الأموات والقيام بأمورهم من فروض الكفاية كما تقدم، وفي حضور ذلك ثواب عظيم، قال عليه الصلاة والسلام:((من شهد الجنازة حتى يصلى عليها فله قيراط، ومن شهدها حتى تدفن كان له قيراطان))، قيل: وما القيراطان؟ قال:((مثل الجبلين العظيمين)). رواه البخاري ومسلم عن أبي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وإليه أشار أبو محمد في الرسالة بقوله: وفي الصلاة على الميت قيراط من الأجر وقيراط في حضور دفنه، وذلك في التمثيل مثل جبل أحد ثوابًا كما في رواية مسلم، والمراد: يعظم الثواب وأنه يرجع بنصيب كبير من الأجر كما في زاد المسلم.
قال رحمه الله تعالى:(والسعي في حوائج الإخوان) وهذه الجملة أيضًا
معطوفة على عيادة المرضى، فالمعنى أنه يندب للإنسان أن يعتني بخدمة الإخوان ويقوم بقضاء حوائجهم حضرًا وسفرًا، لما في ذلك من كثرة الثواب وجزيل الأجر. وفي الحديث:((سيد القوم خادمهم)). رواه الخطيب وفي رواية:((سيد القوم خادمهم وساقيهم آخرهم شربًا)). وفي أخرى:((سيد القوم في السفر خادمهم فمن سبقهم بخدمة لم يسبقوه بعمل إلا الشهادة)).