للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

قالوا ولما كانت (إذا) تفيد الجزم بالوقوع، غلب معها لفظ الماضي، لكونه أدل على الوقوع باعتبار لفظه، بخلاف (إنْ) التي تستعمل في المعاني المحتملة، والمشكوك فيها، فإن غلب معها الفعل المضارع (١).

والملاحظ في الاستعمال ان (إذا) يكثر معها الفعل الماضي حقا، إذا ما قيست بـ (إنْ).

وقد عمل الدكتور علي فودة إحصاء (٢). لاستعمال الفعل الماضي والمضارع مع إن الشرطية في القرآن الكريم، وقد كانت نتيجة الإحصاء أن استعمال (إنْ) الشرطية مع الفعل الماضي، أكثر من استعمالها مع المضارع، فقد ذكر أنها وردت في القرآن الكريم في (٥٥٤) أربعة وخمسين وخمسمائة موضع، جاء فيها بصيغة الماضي في نحو (٣٧٠) سبعين وثلاثمائة موضع، ومعنى ذلك أنه استعمل الماضي معها أكثر من المضارع.

وعندنا على إحصاء الدكتور ملاحظتان:

الأولى: إن الشرط بـ (إنْ) ورد في القرآن الكريم محذوف الجواب، في زهاء مائتي موضع، لقسم أو لغيره، ويتحتم في هذه الحالة أن يكون الشرط ماضيا، نحو قوله تعالى: {إن كنتم مؤمنين} [البقرة: ٩١] {إن كنتم صادقين} [البقرة: ٢٣]، {لئن أخرجوا لا يخرجون معهم} [الحشر: ١٢]، فهذا ينبغي أن يسقط من الاحصاء لأنه لا اختيار فيه فتكون نتيجة الاحصاء ما يأتي:

١٨٤ موضع، استعمل معها المضارع

١٧٠ موضع، استعمل معها الماضي.

فيكون استعمال المضارع أكثر من الماضي


(١) انظر البرهان ٢/ ٣٦٢، مختصر المعاني ٦٠ - ٦١، الإيضاح ١/ ٨٨
(٢) الشرط بـ (إن) و (إذا) في القرآن الكريم ٦٠ وما بعدها.

<<  <  ج: ص:  >  >>