للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

فأنت ترى أن (إن) في هذه المواطن تفيد التعليل.

جاء في (الاتقان): "الثاني: التلعيل أثبته ابن جني وأهل البيان، ومثلوه بنحو {واستغفروا الله إن الله غفور رحيم} [المزمل ٣٠]، و {وصل عليهم إن صلواتك سكن لهم} .. وهو نوع من التأكيد" (١).

وقال سيبويه: "تقول: جئتك أنك تريد المعروف إنما تريد لأنك تريد المعروف ولكنك حذفت اللام ههنا كما تحذفها من المصدر إذا قلت:

وأغفر عوراء الكريم ادخاره ... وأعرض عن شتم اللئيم تكرما

أي لأدخاره ..

ولو قلت: جئتك إنك تحب المعروف مبتدأ، كان جيدًا. .

واعلم أن العرب تنشد هذا البيت على وجهين، على أرادة اللام، وعلى الابتداء، قال الفرزدق:

منعت تميمًا منك إني أنا ابنها ... وشاعرها المعروف عند المواسم

وسمعنا من العرب من يقول إني أنا ابنها. وتقول لبيك إن الحمد، والنعمة لك، وإن شئت قلت: أن (٢) ".

وجاء في (حاشية يس) في قولهم (لبيك إن الحمد والنعمة لك): "واعلم أن النووي وكثيرا من الحنفية عللوا كون الكسر أجود بإن من كسر (أن) قال: الحمد والنعمة لك على كل حال، ومن فتحها قال: لبيك بهذا السبب أهـ."

وحاصله ان الكسر يحصل به عموم استحقاقه تعالى الحمد والنعمة، سواء وجدت تلبية أم لا بخلاف الفتح، فإن فيه ضعفا من حيث تعليل التلبية باستحقاق ما ذكر،


(١) الاتقان ١/ ١٥٦، وانظر البرهان ٢/ ٤٠٦، ٤٠٧، معترك الأقران ١/ ٦٠٩ - ٦١٠
(٢) سيبويه ١/ ٤٦٤ - ٤٦٥

<<  <  ج: ص:  >  >>