للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

وبالجملة: فالرجل جليل القدر، واسع العلم، وكتبه فمفيدة كثيرة، وقد قلت فيها لحسنها وكثرة فوائدها:

يَا مَنْ يُسَافِرُ في الحديث مُشَرِّقاً ... وَمُغَرِّباً في البَحْرِ بَعْدَ البَرّ

مَا أَنْ يَرَى أَبَداً لِكُتْبٍ (١) صَاغَهَا ... بِالغَرْبِ حَافِظُهَا ابنُ عَبْدِ البَرّ (٢)

وقلت في الاستذكار خاصة:

قُلْ لِمَنْ دَأْبُهُ التفقه في الدِّ ... ينِ وعلمِ الحديثِ حفظاً وضبطا

اشتغلْ بالموطأ المرتضى شَرْ ... قاً وغرباً ولا تُجِزْ فِيهِ إِبْطَا

بَلْ عَلَى الفَوْرِ لاَ التَّرَاخِي وَبَادِرْ ... بِخلافِ الذي تَرَاخَى وَأَبْطَا

وَاكْتُب الاستذكار تغنَ به عَنْ ... كُلِّ جمعٍ من بعد كتب الموطا

فابن عبد البر المصنف ما قَصَّ ... ـرَ في الاختيار شرحاً وبسطا

وأتى بالخلاف (٣) أعلام علم الشـ ... ـْرع طُرًّا (٤) وَعَدَّ ذلك شَرْطا

وبما كلهم قد اتفقوا أَيْـ ... ـضاً عليه وفي المصنف خطا

والمقالُ الصحيحُ صَوَّبَ فيه ... والذي لم يوافق الحق خطّا

والسّقيم الذي يُحَطُّ لدى النَّقْـ ... ـد فقد أسقطَ الجميع وخطّا

هذه جملةُ المُضَمِّنِ في الجَمْـ ... ـعِ ومن قال غَيْرَها قُلْتُ أخْطَا

فَحَبَاهُ الإِلهُ جَنَةَ عَدْنٍ ... بَعْدَ إِعْطَائِهِ الرِّضَى منه إِعْطَا (٥)


(١) في م: ككتب.
(٢) من البحر البسيط.
(٣) في م: باختلاف.
(٤) طرّا: أي جميعًا. (انظر: مختار الصحاح، ص ٣٨٩).
(٥) من البحر الخفيف.

<<  <   >  >>