للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

التعريض

التعريض بالكلام: هو ما يشبه بعضه بعضاً في المعنى ومنه قول عمر، رحمه الله: "لكم في معاريض الكلام مندوحة عن الكذب"، أي سعة.

وقول ابن عباس، رحمه الله: "ما أحب بمعاريض الكلام حمر النعم". وحمر النعم: هي الحمر من الإبل، وهي أفضل ما يكون منها. وهذه لفظة تقولها العرب في الشيء تجلّه وتعظّمه.

وقد جاء التعريض في القرآن. قال الله، جل ثناؤه. {وَهَلْ أَتَاكَ نَبَأُ الْخَصْمِ إِذْ تَسَوَّرُوا الْمِحْرَابَ} الآية. إنما هو مثل ضربه الله تعالى له، ونبهه على خطيئته، وكنى عن النساء بذكر النعاج، كما كنى عنترة بذكر الشاة عن المرأة، قال:

يا شاة ما قنص لمن حلت له ... حرمت علي وليتها لم تحرم

يعرض بجارة، يقول: أي صيد أنت لمن حل له أن يصيدك، فأما أنا، فإن حرمة الجوار قد حرمتك علي.

وكما كنى الآخر عن النساء بالقلص، وهو أن رجلاً كتب إلى عمر، رضي الله عنه، في مغزى كان فيه، قال:

ألا أبلغ أبا حفص رسولاً ... فدى لك من أخي ثقة إزاري

قلائصنا، هداك الله، إنا ... شغلنا عنكم زمن الحصار

فما قلص وجدن معقَّلات ... قفا سلع، بمختلف النجار

<<  <  ج: ص:  >  >>