مِنْهُ}، ولم يقل: منها. والقسمة مؤنثة. أراد بالقسمة المال، ويجوز الميراث.
ومثله [قوله تعالى]: {وَأَقْسَمُوا بِاللَّهِ جَهْدَ أَيْمَانِهِمْ لَئِنْ جَاءَتْهُمْ آيَةٌ لَيُؤْمِنُنَّ بِهَا} إلى قوله تعالى: {كَمَا لَمْ يُؤْمِنُوا بِهِ أَوَّلَ مَرَّةٍ}، فذكَّر لأنه أراد الرسول، صلى الله عليه وسلم.
ومثله:{فَلَمَّا جَاءَتْهُمْ آيَاتُنَا مُبْصِرَةً قَالُوا هَذَا سِحْرٌ مُبِينٌ}. [أي]: هذا الذي ظهر لنا سحر مبين. ثم قال تعالى:{وَجَحَدُوا بِهَا}، يعني: الآية؛ فجعل اللفظ في الأول على المعنى؛ لأن المعنى مذكَّر، وردَّ في الآخر إلى اللفظ.
قال الشاعر:
لما أتى خبر الزبير تهدمت ... سور المدينة والجبال الخشع
والسور مذكر فأنثه لأنه أضافه إلى المدينة وهي مؤنث.
[والعرب تُخرج المكنى على ما تقدم. قال الله:{وَأَنَا أَعْلَمُ بِمَا أَخْفَيْتُمْ وَمَا أَعْلَنتُمْ وَمَنْ يَفْعَلْهُ مِنْكُمْ}، أي: يفعل الإسرار إليهم بالمودة لما كان في {تُسِرُّون} معنى الإسرار أن خرج المكنى عليه.
قال القُطامي:
قرم إذا ابتدر الرجال عظيمة ... سبقت إليه يمينه الأيمانا
يريد: إلى الابتدار لما كان في ابتداء ذكره أخرج المكنى عليه.