للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقال الأعشى:

بناه سليمان بن داود حقبة ... له أزج صم وطي مزنق

أراد: صم عقوده ومبانيه، فألقى ذلك وكفَّ خبره.

والعرب قد تصف الجماعة بصفة المفرد وتجعل الصفة واحدة، وإن كان الاثنان جماعة. قال الله تعالى: {حَدَائِقَ ذَاتَ بَهْجَةٍ}، والحدائق جمع، ولم يقل: ذوات بهجة.

والعرب تستثني الشيء من الشيء الذي ليس هو منه. قال الله، عز وجل: {فَإِنَّهُمْ عَدُوٌّ لِي إِلاَّ رَبَّ الْعَالَمِينَ}، [فاستثنى رب العالمين] منهم، وليس هو منهم.

وقال تعالى: {مَا لَهُمْ بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِلاَّ اتِّبَاعَ الظَّنِّ}، والظن ليس من العلم.

وقال النابغة:

حلفت يميناً غير ذي مثنوية ... ولا علم إلا حسن ظن بغائب

فاستثنى حسن الظن من العلم، وليس هو من العلم.

والعرب تجعل أكثر الشيء بمعنى كل الشيء، يقولون: أرض بني فلان أكثر ما تنبت كذا، ولا تنبت غيره.

وقوله، عز وجل: {يُلْقُونَ السَّمْعَ وَأَكْثَرُهُمْ كَاذِبُونَ}. قال الحسن: فمعناه: كلهم كاذبون.

والعرب ربما لم يجيئوا بالجواب إذا كان الكلام يدل على المعنى. قال الله،

<<  <  ج: ص:  >  >>