قلتُ: هو في "الغيلانيات" بلفظ (البطيخ) فلعلها مصحفة من (الطبيخ) وكذا هو أيضًا عند المؤلف (البطيخ)، في الطبعتين، وصوابه (الطبيخ) كما جزم به السخاوى آنفًا، وقد أشار حسين الأسد في تعليقه على مسند المؤلف [٦/ ٤٦٤]، بالهامش إلى أنه قد وقع في بعض النسخ: (الطبيخ) كما قال السخاوى، هكذا أخرجه ابن سعد في "الطبقات" [١/ ٣٩٣]، من هذا الطريق عن أنس بلفظ: (أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يجمع بين الرطب والطبيخ) والطبيخ: بتقديم الطاء هو لغة في (البطيخ) كما قال الحافظ في الفتخ [٩/ ٥٧٣]، ومثله: (الخربز) فهو البطيخ أيضًا كما في القاموس [١/ ٦٥٦]. قلتُ: والحديث سنده ظاهره الصحة، فقد عزاه الحافظ في "الفتح" [٩/ ٥٧٣]، إلى النسائي وحده، ثم قال: "بسند صحيح" وأقره المناوى في "الفيض" [٥/ ٢٠٦]، وصحَّح سنده في "التيسير بشرح الجامع الصغير" [٢/ ٥٣٠/ طبعة مكتبة الشافعي]، وكذا رمز السيوطى إلى صحته في الجامع الصغير [برقم ٦٩٩٢]، وكذا صححه الإمام في "الصحيحة" فقال: "إسناده صحيح، ولا علة قادحة فيه، وجرير بن حازم وإن كان اختلط، فإنه لم يحدث في اختلاطه كما قال الحافظ في "التقريب" ولذلك صحح إسناده في "الفتح" ... ". وهو كما قال لولا أن الإمام أحمد قد أعله إعلالًا شديدًا، فقال الضياء المقدسى عقب روايته في المختارة [رقم ١٩٢١، ١٩٢٠]: "ورُوِيَ عن مُهنَّا - هو ابن يحيى الشامى - صاحب أحمد بن حنبل عنه أنه قال: ليس هو صحيحًا، ليس يعرف من حديث حميد، ولا من غير حديث حميد، ولا يعرف إلا من قبل عبد الله بن جعفر".