قلتُ: وهذا إسناد ضعيف كسابقه آفته الطيب بن سلمان هذا، فقد ضعفه الدارقطنى؛ ووثقه من لم يخبر حاله، وبه أعله الهيثمى في "المجمع" [٣/ ٣٦٨]، فقال: "رواه أبو يعلى، وفيه الطيب بن سليمان [كذا، والصواب: سلمان] وهو ضعيف". أما صاحبه البوصيرى فقد قال في "إتحاف الخيرة" [٣/ ٢٨]: "رواه أبو يعلى بإسناد حسن" كذا، كأنه اعتمد توثيق من وثق الطيب بن سلمان، أو توسط بين توثيقه وتضعيفه مع أن الصواب تقديم ضعفه، لأن فيه زيادة علم أولًا وثانيًا: لكون من ضعفه - وهو الدارقطنى - أقعد بعلم "الجرح والتعديل" ممن وثقه، كابن حبان والطبرانى. ثم إن حديث الرجل نفسه يشهد بتليينه، فهو ينفرد عن الثقات بما لا يتابع عليه كما في هذا الحديث وسابقيه. وقد رأيت الحافظ ابن كثير قد اعتمد ضعفه في "تفسيره" [١/ ٨٣/ طبعة دار طيبة]، وزاد قوله: "وليس هو بذاك المشهور" وهو كما قال، وللفقرة الأولى من الحديث طرق أخرى عن عائشة به ... يأتى بعضها [برقم ٤٣٧٨، ١٤٥١٣]، وكذا لها شواهد عن جماعة من الصحابة أيضا، وهى جملة صحيحة ثابتة. أما الفقرتان: الثانية والثالثة، فلها شواهد أيضًا عن جماعة من الصحابة، وكلها غبر ثابتة، ولا يصح في الأمر بتعجيل الفطور وتأخير السحور حديث قط، إنما الثابت في الباب: هو استحباب ذلك فقط، دون الأمر المفيد للوجوب، وقد توسعنا في تخريج أحاديث الباب في كتابنا "غرس الأشجار". =