{فَإِنَّ اللَّهَ لَا يَرْضَى عَنِ الْقَوْمِ الْفَاسِقِينَ}. قَالَ كَعْبٌ: وَكنَّا تَخَلَّفْنَا أَيُّهَا الثَّلَاثَةُ عَنْ أَمْرِ أُولَئِكَ الَّذِينَ قَبِلَ مِنْهُمْ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - حِينَ حَلَفُوا لَهُ، فَبَايَعَهُمْ وَاسْتَغْفَرَ لَهُمْ، وَأَرْجَأَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - أَمْرَنَا حَتَّى قَضَى اللهُ فِيهِ، فَبِذَلِكَ قَالَ اللهُ:{وَعَلَى الثَّلَاثَةِ الَّذِينَ خُلِّفُوا}، وَلَيْسَ الَّذِي ذَكَرَ اللهُ مِمَّا خُلِّفْنَا عَنِ الغَزْوِ، إِنَّمَا هُوَ تَخْلِيفُهُ إِيَّانَا، وَإرْجَاؤُهُ أَمْرَنَا عَمَّنْ حَلَفَ لَهُ، وَاعْتَذَرَ إِلَيْهِ، فَقَبِلَ مِنْهُ.
(عن قصة) متعلِّقٌ بقوله: (يحدِّث).
(عِير) بكسر المهملة: الإبِل تحمِل المِيْرةَ.
(ليلة العقبة)؛ أي: التي بايَع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فيها الأنصارَ على الإِسلامِ، والإيْواءِ، والنَّصرِ، وذلك قبل الهجرة، وهي التي في طرَف مِنَى التي تُضاف إليها جمرة العَقَبة، وكانت بيعةُ العقَبة مرَّتين، في السنَة الأُولى: اثني عشَر، وفي الثَّانية: سَبْعين من الأَنْصار.
(تواثقنا)؛ أي: توافَقْنا، وتعاهَدْنا.
(بها)؛ أي: بدلَها، ومُقابلَها، وذلك لأنَّها كانت سبَب قوَّته - صلى الله عليه وسلم -، وظُهورِ الإِسلام، وإعلاءِ الكلمة.
(أَذْكر)؛ أي: أشهَر عند النَّاس بالفَضيلة.
(فجليّ) بالتخفيف والتشديد، أي: كَشَفَ وعرَّفَهم؛ ليستعدُّوا بما يحتاجُون إليه في سفَرهم ذلك.