للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

والله هو القيّوم: القائم علي خلقه، الذي لا يغيب ولا يزول، وقد غاب عيسي عن الناس، وزال عن مكانه الذي كان فيه، وتحول إلي غيره.

نَزَّلَ عَلَيْكَ الْكِتابَ بِالْحَقِّ: نزّل عليك القرآن بالصدق في المسائل التي اختلف النصاري فيها.

وَأَنْزَلَ التَّوْراةَ والْإِنْجِيلَ: أنزل التوراة علي موسي، والإنجيل علي عيسي، كما أنزل الكتب علي من كان قبلهما.

وَأَنْزَلَ الْفُرْقانَ: أنزل الله القرآن فرقانا، فيه الفصل بين الحق والباطل، فيما اختلف فيه الأحزاب، بشأن عيسي وغيره.

إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِآياتِ اللَّهِ لَهُمْ عَذابٌ شَدِيدٌ، واللَّهُ عَزِيزٌ ذُو انْتِقامٍ:

إن الله منتقم ممن كفر بآياته، بعد علمه بها، ومعرفته بما جاء فيها.

إِنَّ اللَّهَ لا يَخْفي عَلَيْهِ شَيْءٌ فِي الْأَرْضِ ولا فِي السَّماءِ: فهو عالم بما يريد النصاري، وما يكيدون، وما يقولون عن عيسي: إذ جعلوه إلها وربا، كفرا منهم بالله.

هُوَ الَّذِي يُصَوِّرُكُمْ فِي الْأَرْحامِ كَيْفَ يَشاءُ: وكان عيسي ممن صور في الأرحام، كما صور كلّ البشر من بني آدم، والنصاري لا ينكرون ذلك ولا يدفعونه، فكيف يكون عيسي إلها، وقد كان مصوّرا في رحم أمه؟

لا إِلهَ إِلَّا هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ: هذا تنزيه لله، وتوحيده له، والله عزيز في انتصاره ممن كفر به، تحكيم في حجته، وعذره إلي عباده.

هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتابَ، مِنْهُ آياتٌ مُحْكَماتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتابِ:

فيهنّ حجة الرب وعصمة العباد، ودفع الخصوم والباطل، ليس لهنّ تصريف ولا تحريف عما وضعن عليه.

وَأُخَرُ مُتَشابِهاتٌ: لهنّ تصريف وتأويل، ابتلي الله فيهنّ العباد، كما ابتلاهم في الحلال والحرام، لا يصرفن إلي الباطل، ولا يحرفن عن الحق.

<<  <   >  >>