كالرجل الساجد، ثم [رفع](١) رأسه وإصبعه نحو السماء، لا تقدّر فيه رأسا ولا [فى](٢) ذراع كفا، وخرج معه نور ملأ البيت، وجعلت النجوم تدنو حتى ظننّا أنّها ستقع علينا.
وقالت له آمنة: يا أبا الحارث، إنّى لمّا اشتدّ علىّ وجع المخاض كثرت الأيدى فى البيت، فلمّا خرج إلى الدنيا خرج معه نور رأيت فيه قصور بصرى، ولقد أتيت قبل أن ألده فى منامى، فقيل لى إنّك ستلدين سيّد هذه الأمّة، فإذا وقع إلى الأرض فقولى:
أعيذه بالواحد ... من شرّ كلّ حاسد
وسمّيه محمّدا، فإنّ اسمه فى التوراة أحمد.
فقال عبد المطّلب: أخرجى لى ابنى، فلقد رأيتنى الساعة أطوف بالبيت، فرأيت البيت مال حتى قلت: سقط علىّ، ثم استوى منتصبا، وسمعت من تلقائه قائلا يقول:(٩) الآن طهّرنى ربّى، وسقط هبل على رأسه، فجعلت أمسح عينى وأقول إنّما أنا نائم. فأخرجته آمنة إلى عبد المطّلب، فانطلق به إلى الكعبة، وطاف به أسبوعا، ثم قام به عند الملتزم، وجعل يقول: