للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وفيها وصل رسولان من عند بركه، احدهما يسمى جلال الدين بن قاضى دوقات و [الآخر] (٢) عز الدين التركمانى فى البحر الى الاسكندريه. ومضمون الرساله: «أنت تعلم انى محب لهدا الدين، وان هدا العدو-يعنى هلاوون-كافر ملعون، وقد تعدا (٣) على بلاد الاسلام، وقتل وسفك، وسبى ونهب، وقد وجب علىّ وعليك غزوه وأخذ ثار المسلمين منه، والراى ان تقصده انت من جهتك وانا من جهتى، ونصدمه يد (٦) واحدة، ونزيحه عن البلاد، واعطيك ما فى يده من بلاد الاسلام».

قال: فاستحضر السلطان رسله، واقبل عليهما، وأنعم لهما بانعام كثير، وشكر له دلك. ونفّد اليه هديه سنيه، وجهز اليه رسول (٨)، وهو الامير فارس الدين المسعودى الامدى وصحبته السيد الشريف عماد الدين عبد الرحيم الهاشمى العباسى.

وفى جمله الهديه: فيل، وزرافه، وقرود. وحمير وحشيه عتّابيه، وحمير فرّه مصريه، وهجن بيض، وجمله كبيره من ملبوس ومصاغ وزركش، وشمعدانات فضه وكفت، وحصر عبدانيه، واوانى صينى، وقماس سكندرى ومن عمل دار الطراز، وسكر نبات، وسكر بياض- (٨٦) شئ كثير جدّا. وكان ضمن الرساله الموافقه لما اشار اليه (١٣)، وطلب الصلح والاتفاق والمعاضده على هلاوون.

فلما وصل الرسل الى القسطنطينيه [وجدوا] (١٥) الباسلوس، وهو كر ميخاييل صاحبها، غايبا فى حرب كان بينه وبين الفرنج. فلما بلغه وصول الرسل طلبهم اليه، فساروا فى مده عشرين يوم (١٧) فى عماره متصله، واجتمعوا به فى قلعه كساثا؟؟؟. فاقبل عليهم واكرمهم ووعدهم المساعده على التوجه الى البلاد. ووجدوا عنده رسل (١٨) من


(٢) أضيف ما بين الحاصرتين من م ف
(٣) تعدا: تعدّى
(٦) يد: يدا
(٨) رسول: رسولا
(١٣) الموافقه لما اشار اليه: فى م ف «الدخول فى الطاعة»
(١٥) أضيف ما بين الحاصرتين من م ف
(١٧) يوم: يوما--كساثا؟؟؟: كذا فى الأصل وم ف، فى ذيل مرآة الزمان، ج‍ ١ ص ٥٣٨ وج‍ ٢ ص ١٩٧ «اكشاثا»
(١٨) رسل: رسلا