للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

دينار سوى الاطفال والنسا وارباب العاهات. فاقاموا كدلك الى سنه ست وستين وثلثمايه. فسير جعفر بن فلاح المغربى النايب بدمشق، عن العزيز بن المعز الفاطمى، نايبه فى عسكر كثيف الى انطاكيه، فحاصرها خمسه اشهر، فلم يقدر عليها. فحدث فيها زلزله عظيمه هدمت منها قطعه جيده من سورها. فسير ملك الروم نايبا له ومعه جماعه من البنايين، فبنوها أحسن مما كانت.

وبنا (٦) قلعتها لاوون صاحب سيس المعروف بابن القداس، وحصنها ومات، فكمل عمارتها بسيل الملك. وبسيل هدا هو الدى وجدوا له لما مات سته الاف قنطار دهب. وكان لما ولى الملك، فى الخزاين اربع (٨) قناطير لا غير. وهو الدى ملك ارجيش من بلاد ارمينيه فى سنه خمس عشر (٩) واربع مايه. وكان قد بنا له تربه عظيمه، ومدفنا هايلا، وديرا كبيرا، وقبرا من رخام مجزع. فلما حضرته الوفاه قال: قبيح ان القى (١٠) الله تعالى، وانا فى زىّ الملوك. فاوصى (١١) ان يدفن بين الغرباء بكفن الفقراء. وكانت ايام دولته ومده مملكته تسع (١٢) واربعين سنه واحدى عشر شهر. ومات وعمره ثمان وستين (١٣) سنه.

وكان الملك سليمان (١٢١) ابن (١٤) الامير قتلمش ابن اسراييل ابن سلجوق قد ملك من اخيه منصور، وقد اطاعه جميع التركمان، وفتح البلاد وتمكن. فعمل الحيله على فتوح انطاكيه، فسار اليها خفيفا خفيه فى عده مايتين وثمانين فارسا من اعيان عسكره. وقطع الدروب الى ان وصل الى ضيعه تعرف بالعمرانيه، فقتل جميع اهلها ليلا ولم يدرا (١٨) به. وعلق الحبال فى الاسوار التى لانطاكيه، وطلع جماعته ففتحها


(٦) وبنا: وبنى--المعروف بابن القداس: فى ابن عبد الظاهر، الروض الزاهر، ق ١١٥ آ، تحقيق الخويطر ص ١١٣٣ «المعروف بابن الفقاس»
(٨) اربع: اربعة
(٩) عشر: عشرة--بنا: بنى
(١٠) القى: فى الأصل «اللقا»
(١١) فاوصى: فى الأصل «فاوضى»
(١٢) تسع: تسعا--واحدى: وأحد--شهر: شهرا
(١٣) وستين: وستون
(١٤) ابن: بن
(١٨) يدرا: يدر