للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وفى يوم الاحد ثامن عشر جمادى الاخره تولى الامير شمس الدين سنقر (٢٧٥) الاعسر شاد الدواوين بالشام الولايه الثانيه على عادته. وسببه انه توصّل بالصاحب شمس الدين بن السلعوس وتزوج ابنته، فاعاده الى رتبته.

وفى يوم الاربعا تاسع عشر رجب توجه السلطان من دمشق طالب (٤) الديار المصريه. وكان لما فتح عكا جعل على هدمها الامير علم الدين الشجاعى والامير سيف الدين طغريل الشبلى. ثم تجهز الشجاعى الى صيدا وبيروت وبقيه بلاد الساحل، ففتحها ونضف (٧) الساحل من الفرنج-حسبما دكرناه. وعده الحصون التى اخدت فى هده السفره المباركه سبع (٨)، وهم: صيدا، بيروت، عتليت، انطرطوس، جبيل، صور.

وأما عكا فهم (٩) أم هده الحصون. وفى هده السنه لم يبق للفرنج بالساحل حصن ولا معقل.

وملك الله الاسلام ممالك عبدة الصلبان والاصنام ببركة النبى عليه السلام.

وكان دخول السلطان الى القاهره المحروسه، وقد زينت زينه عظيمه لم يعهد قبلها مثلها، يوم الاثنين تاسع شهر شعبان المكرم. وكان دخوله من باب النصر وخروجه من باب زويله، فى يوم مشهود لم يروا (١٣) الناس مثله.

وفيها ثامن عشر شعبان افرج الله تعالى عن الامير بدر الدين بيسرى من الحبس، وكان له مدة تسع سنين معتقل (١٥). واعاد [السلطان] اليه اقطاعه وامرته التى كانت فى ايام السلطان الشهيد الملك المنصور. وفى رابع رمضان افرج الله عن جماعه من الامرا، وهم: الامير شمس الدين سنقر الاشقر، والامير حسام الدين لاجين، وركن الدين طقصوا (١٨)، وشمس الدين سنقر الطويل، وردّ عليهم اقطاعاتهم.


(٤) طالب: طالبا
(٧) ونضف: ونظف
(٨) سبع: سبعة، فى المتن «خمس»، والعدد مصحح «سبع» بالهامش--وهم: وهى--عتليت: عثليث
(٩) فهم: فهى
(١٣) يروا: ير
(١٥) معتقل: معتقلا
(١٨) طقصوا: طقصو