للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ثم متوّج بن محمود بن مروان بن يحيى بن مروان ابن أبى الجنوب بن مروان ابن سليمان بن يحيى بن أبى حفصة، وكان ردئ الشعر لا يساوى بياضه، حكى الصولى قال: كنت يوما عند عبد الله بن المعتزّ فقرئ بحضرته شعر لمتوّج وكان رديئا فقال: أشبه لكم شعر آل أبى حفصة وتناقصه حالا بعد حال؟ فقلنا: إن شاء الأمير، فقال: كأنّه ماء سخّن لعليل فى قدح ثم استغنى عنه، فكان إلى أيّام مروان على حرارته ثمّ انتهى إلى أبى الجنوب وقد نقص حرّه، ثم انتهى إلى مروان وقد فتر، ثم انتهى إلى يحيى وقد تناقص فترة، ثم انتهى إلى أبى السمط وقد برد، ثم انتهى إلى محمود وقد ثخن لبرده، ثم انتهى إلى متوّج هذا وقد جمد وليس بعد الجمود شئ.

وممّا يحكى أنّ بشّار بن برد الآتى ذكره فى تأريخه إن شاء الله تعالى دخل على عقبة بن مسلم بن قتيبة فأنشده مديحا وعنده عقبة بن رؤبة فأنشده أرجوزة ثم أقبل على بشّار فقال: هذا طراز لا تحسنه يا أبا معاذ! فقال بشّار: والله لأنا أرجز منك ومن أبيك! ثمّ غدا على عقبة بن مسلم من الغد فأنشده أرجوزة التى منها يقول: (١)

يا طلل الحىّ بذات الضّمد ... بالله خبر (٢) كيف كنت بعدى

منها:

الحرّ يلحى (٣) ... والعصى للعبيد

وليس للملحف مثل الردّ


(١) ديوان بشار بن برد ٢/ ١٥٦،٢
(٢) خبر: حدث الديوان
(٣) يلحى: يوصى الديوان