للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

تنّور، فنبع الماء منه. فقال: وما عسى أن يكون من ماء فار من تنّور؟ فقال له نوح: ويلك، إنّها علامة السخط، كذلك أوحى الله عزّ وجلّ، إليّ، ربّي سبحانه. وآية ذلك أنّ الأرض تتحلحل ويأتي الماء، فحرّك فرسك ينبع الماء من تحت قوائمه. فحرّك فرسه فنبع الماء من تحت قوائمه، فعدل إلى موضع آخر، فكان كذلك. وأتاه رسوله فأخبره أنّ الماء قد كثر وتزايد، فرجع إلى داره ليأخذ أهله وولده ويمضي بهم إلى تلك المعاقل التي بنيت برسمه، وكان قد أعتد بها من الزاد والشراب ما يكفيه عدّة سنين. فأخذ أهله وأتا إلىّ نحو الجبل، فكانت الحجارة تنحطّ عليهم، على رؤوسهم، وفتحت أبواب السماء عليهم، فخرجوا لا يدرون أين يتوجّهون. وقيل: إنّه كان ماء حارّا منتنا. وقد كان بعض ولده لم يامن به، وهو الذي أخبر الله تعالى عنه. وقيل: بل كان ولد (٥٥) الكاهن أفليمون. وأنّ المخاطب له كان نوحا دون أبوه. وكان فوران التنّور بالكوفة. وغرّق الله الكافرين أجمعين، ولم تغن عنهم معاقلهم شيئا.

وقيل: إنّ السفينة أقامت في الماء خمسين ومائة يوما. وقال قوم من أهل الأثر: أحد عشر شهرا. وقال آخرون: كان الطوفان في رجب.

ووقفت {عَلَى الْجُودِيِّ} يوم عاشوراء، فجمع نوح جميع ما كان تبقّى معه من أصناف الحبوب، وطبخ قدرا، فمن ثمّ كانت سنّة الحبوب في يوم عاشوراء.