للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

لسيّده الشّمس. وقال بعض المؤرّخين: إنّ شمر هذا كان في زمن كشتاسب. وقيل: بل كان متقدّما عليه، والله أعلم.

وأمّا ذو جيشان بن الأقرن، فهو الذي أوقع بطسم وجديس باليمامة، قبل ملك الإسكندر، وقد كان بعمان واليمامة والبحرين فئام كثير من طسم وجديس وغيرهم، وكانوا سبع قبائل، منهم كانت مثل ربيعة ومضر، وقد تقدّمت أسماؤهم، فانقرضوا كلّهم، إلاّ بقايا من طسم وجديس، غبروا إلى زمان ذي جيشان، فأبادهم.

وأمّا أسعد أبو كرب فكان شديد الوطأة، كثير الغزو، فملّته حمير، وثقل عليهم لما كان يأخذهم به من كثرة الإنتزاح عن أهاليهم في غزواته.

فسألوا ولده حسّان بن تبّع أن يملكهم ويساعدهم على قتله. فقتلوه ثمّ ندموا. واختلفوا فيمن يملّكوه عليهم. ثمّ اضطرّوا حتّى ملّكوا عليهم ابنه حسّان، فملّكوه.

قال المؤرّخون من اليمانيّين: إنّ هذا هو المعنى في القرآن الكريم بتبّع، وأنّه لم يذمّ، وإنّما ذمّ قومه.

قلت: وكما كان في الفرس ملوك يقال لهم: ملوك الطوائف، أوّلهم الإسكندر، فكذلك كان في اليمن ملوك الطوائف أوّلهم الإسكندر، يقال لهم: الأقيال. وكما خرج أردشير بن بابك على ملوك الطوائف بالفرس، كذلك خرج أسعد أبو كرب هذا على ملوك الطوائف باليمن.