قال أنا والله أدري: قالت: فقلت في نفسي: في حلفه لا يستثني أنه ليعلم أي أخ كان في الدنيا أنفع لأخيه. قال: موسى حين سأل لأخيه النبوة، فقلت صدق والله.
٦ - بمناسبة قوله تعالى ثُمَّ جِئْتَ عَلى قَدَرٍ يا مُوسى يذكر ابن كثير ما أخرجه البخاري عن أبي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال «التقى آدم وموسى فقال موسى أتت الذي أشقيت الناس وأخرجتهم من الجنة؟ فقال آدم: وأنت الذي اصطفاك الله برسالته واصطفاك لنفسه، وأنزل عليك التوراة؟ قال: نعم. قال فوجدته مكتوبا علي قبل أن يخلقني قال نعم. قال فحج آدم موسى» أخرجاه.
٧ - ذكر النسفي عند قوله تعالى فَقُولا لَهُ قَوْلًا لَيِّناً لَعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشى أن هذه الآية تليت عند يحيى بن معاذ فبكى وقال: هذا رفقك بمن يقول أنا إله، فكيف بمن قال:
أنت الإله. وهذا رفقك بمن قال: أنا ربكم الأعلى فكيف بمن قال سبحان ربي الأعلى.
٨ - بمناسبة قول موسى وهارون لفرعون: قَدْ جِئْناكَ بِآيَةٍ مِنْ رَبِّكَ وَالسَّلامُ عَلى مَنِ اتَّبَعَ الْهُدى يذكر ابن كثير أن رسولنا عليه الصلاة والسلام كان يخاطب غير المسلمين في مكاتباته بهذا: السلام على من اتبع الهدى. قال ابن كثير ولهذا لما كتب رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى هرقل عظيم الروم كتابا كان أوله:«بسم الله الرحمن الرحيم من محمد رسول الله إلى هرقل عظيم الروم سلام على من اتبع الهدى أما بعد فإني أدعوك بدعاية الإسلام فأسلم تسلم، يؤتك الله أجرك مرتين».
٩ - بمناسبة قوله تعالى مِنْها خَلَقْناكُمْ وَفِيها نُعِيدُكُمْ وَمِنْها نُخْرِجُكُمْ تارَةً أُخْرى قال ابن كثير: وفي الحديث الذي في السنن «أن رسول الله صلى الله عليه وسلم حضر جنازة فلما دفن الميت أخذ قبضة من التراب فألقاها في القبر، وقال: منها خلقناكم، ثم أخذ أخرى وقال:
وفيها نعيدكم، ثم أخذ أخرى وقال: ومنها نخرجكم تارة أخرى».
أقول: وهذا الحديث هو أصل ما يفعله المسلمون أو بعضهم، إذ يأخذ كل منهم ثلاثة قبضات أو قبضة من تراب، ويضعها في زنبيل، يمرره أحدهم عليهم عند دفن الميت، ثم يوضع التراب في القبر، غير أن أكثرهم لا يعلم لم يفعل ذلك وما أصله وما الحكمة فيه.