على شئ إلا أهلكوه، ولا يمرون على ماء إلا شربوه، قال ثم يرجع الناس إلى أوطانهم يشكونهم فأدعو الله عليهم فيهلكهم ويميتهم حتى تجوى الأرض من نتن ريحهم، وينزل الله المطر فيجترف أجسادهم حتى يقذفهم في البحر، ففيما عهد إلي ربي أن ذلك إذا كان كذلك أن الساعة كالحامل المتم لا يدري أهلها متى تفجؤهم بولدها ليلا أو نهارا»
هـ- أخرج الإمام أحمد والبخاري عن أبي سعيد قال «قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ليحجن هذا البيت وليعتمرن بعد خروج يأجوج ومأجوج»
٦ - هناك اتجاهان في قوله تعالى: إِنَّ الَّذِينَ سَبَقَتْ لَهُمْ مِنَّا الْحُسْنى أُولئِكَ عَنْها مُبْعَدُونَ الاتجاه الأول: أنها في أمثال المسيح وعزير ممن عبد من دون الله وهو لا يرضى بذلك. والاتجاه الثاني: أنها في كل مؤمن والمسيح وعزير من أسياد المؤمنين، ويشهد لذلك قول علي «أنا منهم وعمر منهم ... » - كما سنرى- والذي أقوله: إن الآية عامة ويدخل فيها من باب أولى المسيح وعزير، فليس بين القولين تعارض بحيث يلغي أحد القولين الآخر.
أخرج ابن أبي حاتم ... عن النعمان بن بشير قال وسمر مع علي ذات ليلة فقرا إِنَّ الَّذِينَ سَبَقَتْ لَهُمْ مِنَّا الْحُسْنى أُولئِكَ عَنْها مُبْعَدُونَ قال: أنا منهم وعمر منهم، وعثمان منهم، والزبير منهم وطلحة منهم وعبد الرحمن منهم، أو قال سعد منهم، قال وأقيمت الصلاة، فقام وأظنه يجر ثوبه وهو يقول لا يَسْمَعُونَ حَسِيسَها.
قال ابن كثير: وذكر بعضهم قصة ابن الزبعرى ومناظرة المشركين قال أبو بكر بن مردويه ... عن ابن عباس قال: جاء عبد الله بن الزبعرى إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: تزعم أن الله أنزل عليك هذه الآية إِنَّكُمْ وَما تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ حَصَبُ جَهَنَّمَ أَنْتُمْ لَها وارِدُونَ فقال ابن الزبعرى: قد عبدت الشمس، والقمر، والملائكة، وعزير، وعيسى ابن مريم، كل هؤلاء في النار مع آلهتنا؟ فنزلت وَلَمَّا ضُرِبَ ابْنُ مَرْيَمَ مَثَلًا إِذا قَوْمُكَ مِنْهُ يَصِدُّونَ* وَقالُوا أَآلِهَتُنا خَيْرٌ أَمْ هُوَ ما ضَرَبُوهُ لَكَ إِلَّا جَدَلًا بَلْ هُمْ قَوْمٌ خَصِمُونَ ثم نزلت إِنَّ الَّذِينَ سَبَقَتْ لَهُمْ مِنَّا الْحُسْنى أُولئِكَ عَنْها مُبْعَدُونَ.