لرسول الله صلى الله عليه وسلم، قال ابن كثير (وقد صرح جماعة من الحفاظ بوضعه، وإن كان في سنن أبي داود).
ب- اختلفت عبارات المفسرين في تفسير السجل، وظاهر اللفظ أن السجل شئ يوضع فيه كتب، ثم يطوى عليها فتنطوى به وهذا من أوضح الواضحات من السياق.
٨ - قوله تعالى: كَما بَدَأْنا أَوَّلَ خَلْقٍ نُعِيدُهُ يعطينا معنى، وكونه آتيا بعد قوله تعالى يَوْمَ نَطْوِي السَّماءَ كَطَيِّ السِّجِلِّ لِلْكُتُبِ يعطينا معنى أوسع.
أ- فمما يعطينا قوله تعالى كَما بَدَأْنا أَوَّلَ خَلْقٍ نُعِيدُهُ منفصلا، هو ما علمنا إياه رسول الله صلى الله عليه وسلم في الحديث الذي رواه الإمام أحمد وأخرجاه في الصحيحين وهو إنكم محشورون إلى الله عزّ وجل حفاة عراة غرلا كَما بَدَأْنا أَوَّلَ خَلْقٍ نُعِيدُهُ وَعْداً عَلَيْنا إِنَّا كُنَّا فاعِلِينَ
ب- وأما ما يعطينا إياه هذا القول، من حيث كونه آتيا بعد قوله تعالى: يَوْمَ نَطْوِي السَّماءَ كَطَيِّ السِّجِلِّ لِلْكُتُبِ كَما بَدَأْنا أَوَّلَ خَلْقٍ نُعِيدُهُ فهو أن هذه السموات والأرض كانتا في الأصل شيئا واحدا، ثم حدث الفصل كما قال تعالى في نفس السورة أَوَلَمْ يَرَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ كانَتا رَتْقاً فَفَتَقْناهُما وفي هذه الآية يذكر الله عزّ وجل أنه سيعيد السموات والأرض شيئا واحدا كما كانتا قبل الفصل، وقد ذكر ابن كثير عن هذه الآية ما أخرجه ابن أبي حاتم عن ابن عباس قال:
(يطوي الله السموات السبع بما فيها من الخليقة، والأرضين السبع بما فيها من الخليقة، يطوي ذلك كله بيمينه، يكون ذلك كله في يده بمنزلة الخردلة)
وبهذه المناسبة نشير إلى مظهر من مظاهر الإعجاز في القرآن نذكره بفائدة مستقلة هي الآتية
٩ - وصف الله كتابه بقوله تعالى أَفَلا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلافاً كَثِيراً من هذا النص نفهم أن القرآن يصدق بعضه بعضا، ولا يتناقض، وهذا شئ واضح لكل من تأمل كتاب الله وفهمه ولكن في هذا القرآن من الدقائق ما لو تأملها الإنسان لكفته وحدها لإدراك أن هذا القرآن من عند الله.