في المسجد فقال: من دعا إلى الجمل الأحمر فقال النبي صلى الله عليه وسلم: «لا وجدت إنما بنيت المساجد لما بنيت له». رواه مسلم. وعن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده قال:
«نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن البيع والابتياع، وعن تناشد الأشعار في المساجد». رواه أحمد وأهل السنن. وقال الترمذي حسن. وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:«إذا رأيتم من يبيع أو يبتاع في المسجد فقولوا: لا أربح الله تجارتك، وإذا رأيتم من ينشد ضالة في المسجد فقولوا لا ردها الله عليك» رواه الترمذي وقال حسن غريب، وقد روى ابن ماجه وغيره من حديث ابن عمر مرفوعا قال:«خصال لا تنبغي في المسجد: لا يتخذ طريقا، ولا يشهر فيه سلاح، ولا ينبض فيه بقوس، ولا ينثر فيه نبل، ولا يمر فيه بلحم نيء، ولا يضرب فيه، ولا يقتص فيه أحد، ولا يتخذ سوقا» وعن واثلة بن الأسقع عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «جنبوا المساجد صبيانكم، ومجانينكم، وشراءكم، وبيعكم، وخصوماتكم، ورفع أصواتكم، وإقامة حدودكم، وسل سيوفكم، واتخذوا على أبوابها المطاهر، وجمروها في الجمع» ورواه ابن ماجه أيضا وفي إسنادهما ضعف. أما إنه لا يتخذ طريقا فقد كره بعض العلماء المرور فيه إلا لحاجة، إذا وجد مندوحة عنه. وفي الأثر «وإن الملائكة لتتعجب من الرجل يمر بالمسجد لا يصلي فيه» وأما أنه لا يشهر فيه بسلاح، ولا ينبض فيه بقوس، ولا ينثر فيه نبل، فلما يخشى من إصابة بعض الناس به، لكثرة المصلين فيه، ولهذا أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا مر رجل بسهام أن يقبض على نصالها؛ لئلا يؤذي أحدا، كما ثبت ذلك في الصحيح. وأما النهي عن المرور باللحم النيء فيه فلما يخشى من تقاطر الدم منه. كما نهيت الحائض عن المرور فيه، إذا خافت التلويث، وأما أنه لا يضرب فيه حد، ولا يقتص منه، فلما يخشى من إيجاد النجاسة فيه من المضروب، أو المقطوع، وأما أنه لا يتخذ سوقا، فلما تقدم من النهي عن البيع والشراء، فإنه إنما بني لذكر الله والصلاة فيه. كما قال النبي صلى
الله عليه وسلم لذلك الأعرابي الذي بال في طائفة المسجد «إن المساجد لم تبن لهذا إنما بنيت لذكر الله والصلاة فيها» ثم أمر بسجل من ماء فأهريق على بوله. وفي الحديث الثاني:«جنبوا مساجدكم صبيانكم» وذلك لأنهم يلعبون فيه ولا يناسبهم.
وقد كان عمر بن الخطاب رضي الله عنه إذا رأى صبيانا يلعبون في المسجد ضربهم بالمخفقة- وهي الدرة- وكان يعس المسجد بعد العشاء فلا يترك فيه أحدا «ومجانينكم» يعني لأجل ضعف عقولهم، وسخر الناس بهم، فيؤدي إلى اللعب فيها، ولما يخشى من تقذيرهم المسجد ونحو ذلك «وبيعكم وشراءكم» كما تقدم