للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

الجوع قال: «والذي بعثني بالحق ما أخرجني غيره» فانطلقوا حتى أتوا بيت رجل من الأنصار فاستقبلتهم المرأة فقال لها النبي صلى الله عليه وسلم: «أين فلان؟» فقالت: ذهب يستعذب لنا ماء فجاء صاحبهم يحمل قربته فقال: مرحبا ما زار العباد شئ أفضل من نبي زارني اليوم، فعلق قربته بقرب نخلة وانطلق فجاءهم بعذق فقال النبي صلى الله عليه وسلم: «ألا كنت اجتنيت» فقال: أحببت أن تكونوا الذين تختارون على أعينكم ثم أخذ الشفرة فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: «إياك والحلوب» فذبح لهم يومئذ فأكلوا فقال النبي صلى الله عليه وسلم: «لتسألن عن هذا يوم القيامة أخرجكم من بيوتكم الجوع فلم ترجعوا حتى أصبتم هذا فهذا من النعيم» ورواه مسلم من حديث يزيد بن كيسان به ورواه أبو يعلى وابن ماجه عن أبي هريرة عن أبي بكر الصديق به، وقد رواه أهل السنن الأربعة من حديث عبد الملك بن عمير عن أبي سلمة عن أبي هريرة رضي الله عنه بنحو من هذا السياق وهذه القصة .. وثبت في صحيح البخاري وسنن الترمذي والنسائي وابن ماجه عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس: الصحة والفراغ» ومعنى هذا أنهم مقصرون في شكر هاتين النعمتين، لا يقومون بواجبهما، ومن لا يقوم بحق ما وجب عليه فهو مغبون. وروى الحافظ أبو بكر البزار عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم «ما فوق الإزار وظل الحائط وخبز، يحاسب به العبد يوم القيامة أو يسأل عنه» ثم قال لا نعرفه إلا بهذا الإسناد، وروى الإمام أحمد عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال «يقول الله عزّ وجل- قال عفان- وهو من رجال سند الحديث-: يوم القيامة:

«يا ابن آدم حملتك على الخيل والإبل وزوجتك النساء وجعلتك تربع وترأس فأين شكر ذلك» تفرد به من هذه الوجه).

<<  <  ج: ص:  >  >>