من الموالي يلبس خزلجية ويجلس للنساء في الطرقات، فكتب محمد إلى يحيى بن هرثمة، وكان يلي أصفهان من قبله؛ أشخص إلي فلانًا وخزلجيته، فقرأ عليه الكتاب كاتبه محمد بن رسم والد أبي علي الرستمي، وصحّفه إلى (وجزَ لحيته)، فجزّ لحيته وأشخصه، وكان آيةً ونكالاً.
وإن سليمان بن عبد الملك كتب إلى عامله على المدينة: أحْصِ المخنثين قبلك. فوقعت من قلم الكاتب نقطة على الحاس فجعلها خاء فلما ورد الكتاب على والي المدينة قرأ كاتبه: اخص المخنقين، فقال له الأمير: لعله: أحص المخنثين، فقال: أيها الأمير إن على الحاء نقطةٌ مثل سُهيل، فأمر الأمير بإحضار المخنثين للخصاء فتهارب أكثرهم، ووقع أقلُّهم، فكان من مشاهير من وقع، طويس والدلال وبرد الفؤاد ونومة الضحى ونسيم السحر وضرة الشمس ولعبة العاج وعدة أخر؛ فأما طويس فإنه قال لما خصي: ما عملتم شيئًا فبالخصاء استكملنا الخُناث، وقال الدلال: ضل سعيكم فهذا هو الختان الأكبر، المطرف لولوج الكمر، وقال بردُ الفؤاد: بعدًا وسحقًا لما صرنا به من نساءً حقًا، وقال نومة الضحى: ما كان أغناني عن سلاح لا أقاتل به، وقال نسي السحر: أُفٍ لكم ما سلبتموني إلا ميزابَ بولي.
ثم قلت: فاعجب بنقطة أدخلت رجالاً في عداد النساء، وأكبرتَ ما حل بابن الروعي من تلفه على مصَحَّف مُثل عنه، فزعمت أن القاسم