وقال آخرون: منشم الأصل فيه (من نشم) ومعنى نشم بدأ، يقال قد نشموا في كذا أي بدءوا أو أخذوا فيه، ويقال ذلك في الشر دون الخير، وفي الحديث (لما نشم الناس على عثمان) أي ابتدءوا في الطعن عليه، يقال نشم اللحم أي ابتدأ في الإرواح.
وأما من رواه/ مشأم/ فإنه جعله اسما مشتقاً من الشؤم، وأما اختلاف سبب المثل به فإنما هو في قول من زعم أن/ منشم/ اسم امرأة وهو أن الأصمعي قال: كانت منشم عطارة تبيع الطيب، فكانوا إذا قصدوا الحرب غمسوا أيديهم في طيبها وتحالفوا عليه بأن يستميتوا في الحرب ولا يولوا أو يقتلوا فكانوا إذا دخلوا الحرث بطيب تلك المرأة يقول الناس:(قد دقوا بينهم عطر منشم) فلما كثر منهم هذا القول صار مثلا فتمثل به من الشعراء عدة منهم الأعشى، وزهير، فزهير قد مر بيته، والأعشى يقول: